للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِنَّما:} كافة، ومكفوفة. {أُمِرْتُ:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون، والتاء نائب فاعله، وهي المفعول الأول، والمصدر المؤول من: {أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ} في محل نصب مفعول به ثان للفعل «أمر»، أو هو منصوب بنزع الخافض، أو هو في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: أمرت بعبادة رب... إلخ، هذه الاعتبارات تجوز في الأفعال التي ذكرتها لك في الشرح، وهي منقولة عن سيبويه وغيره من العلماء، وقد ورد الجر بقوله تعالى: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} رقم [١٢] من سورة (الزمر)، وفيها أقوال، وأوجه، سأذكرها في محلها إن شاء الله تعالى، و {رَبَّ} مضاف، واسم الإشارة مبني على الكسر في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {الْبَلْدَةِ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة {رَبَّ،} وعلى قراءة:

«(التي)» فهو في محل جر صفة: {الْبَلْدَةِ}. {حَرَّمَها:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} أو إلى {رَبَّ،} و (ها): مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول على القراءتين، وجملة: {إِنَّما أُمِرْتُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، لقول محذوف؛ إذ التقدير: قل لأهل مكة: إنما أمرت... إلخ، والقول، ومقوله كلام مستأنف لا محل له. {وَلَهُ:} الواو: واو الحال. (له): جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، {كُلُّ:} مبتدأ مؤخر، و {كُلُّ} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه، والجملة الاسمية في محل نصب حال من فاعل: {حَرَّمَها} المستتر، والرابط: الواو، والضمير. {وَأُمِرْتُ:} الواو: حرف عطف. (أمرت): مثل سابقه في إعرابه.

{أَنْ:} حرف مصدري ونصب. {أَكُونَ:} فعل مضارع ناقص، منصوب ب‍: {أَنْ،} واسمه ضمير مستتر تقديره: «أنا». {مِنَ الْمُسْلِمِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {أَكُونَ،} والمصدر المؤول من {أَنْ أَكُونَ..}. إلخ يقال فيه ما قيل بالمصدر المؤول من {أَنْ أَعْبُدَ..}. إلخ.

{وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اِهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (٩٢)}

الشرح: {وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ} أي: أواظب على قراءته، لتنكشف لي حقائقه الرائعة المخزونة في تضاعيفه شيئا فشيئا، أو على تلاوته على الناس بطريق تكرير الدعوة، وتثنية الإرشاد، فيكون ذلك تنبيها على كفايته في الهداية، والإرشاد من غير حاجة إلى إظهار معجزة أخرى.

{فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} أي: فمن اهتدى بالإيمان به، والعمل بما فيه من الشرائع والأحكام؛ فنفع اهتدائه عائد إليه، لا إليّ. {وَمَنْ ضَلَّ} أي: عن طريق الإيمان، وأخطأ طريق الهدى؛ {فَقُلْ إِنَّما..}. إلخ: أي: فلا يضرني، وليس علي من وبال ضلاله شيء؛ إذا ما على الرسول إلا البلاغ، وهو فحوى قوله تعالى: {إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ}. هذا؛ وقرئ: «(واتل عليهم)» و «(وأن أتل)».

<<  <  ج: ص:  >  >>