الشرح:{إِنَّما أَمْرُهُ:} شأن الله. {إِذا أَرادَ شَيْئاً} أي: من الأشياء. {أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} أي: احدث، فيحدث. وليس المراد حقيقة أمر؛ بل هو تمثيل لما تعلقت به إرادته بلا مهلة بطاعة المأمور والمطيع بلا توقف، فهو سبحانه يأمر بالشيء أمرا واحدا، لا يحتاج إلى تكرار، وتأكيد، كما قيل:[الطويل] إذا ما أراد الله أمرا فإنّما... يقول له كن قولة فيكون
فعن أبي ذر الغفاري-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله تعالى يقول:
يا عبادي! كلكم مذنب إلاّ من عافيت، فاستغفروني؛ أغفر لكم، وكلكم فقير إلاّ من أغنيت، إني جواد ماجد أفعل ما أشاء، عطائي كلام، وعذابي كلام، إذا أردت شيئا، فإنما أقول له: كن، فيكون». أخرجه أحمد. وانظر الآية رقم [٤٠] من سورة (النحل) ففيها بحث جيد.
الإعراب:{إِنَّما:} كافة، ومكفوفة. {أَمْرُهُ:} مبتدأ، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {إِذا:} ظرف مجرد عن الشرطية مبني على السكون في محل نصب متعلق بالمصدر قبله. {أَرادَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى:{الَّذِي}. {شَيْئاً:}
مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها، والمصدر المؤول من:{أَنْ يَقُولَ} في محل رفع خبر المبتدأ، وهو متضمن معناه، وساغ ذلك؛ لاختلاف متعلقهما على حد قوله تعالى:{وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ}. وقال أبو النجم:[الرجز] أنا أبو النّجم، وشعري شعري... لله درّي ما يجنّ صدري
وهذا هو الشاهد رقم [٦١٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب».
{لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.
{كُنْ:} فعل أمر تام بمعنى احدث، وفاعله مستتر تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.
{فَيَكُونُ:} الفاء: حرف عطف. (يكون): فعل مضارع تام مرفوع، وفاعله يعود إلى (شيء). والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة تفصح عنها الفاء، وينسحب عليها الكلام، أي: فنقول ذلك، فيكون، كقوله تعالى:{إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وإما جواب لشرط محذوف؛ أي: فإذا قلنا ذلك؛ فهو يكون. انتهى. جمل. من سورة (النحل). وهذا يفيد: أن الفاء الفصيحة. وقال غيره: الجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هو يكون، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ ويقرأ: «(يكون)» بالنصب عطفا على: