للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية رقم [١٦] من سورة (الحجر)، وسورة يس [٣٩] لمعرفة منازل القمر. {وَجَعَلَ فِيها سِراجاً:}

يعني: الشمس؛ لقوله تعالى: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً}. {وَقَمَراً مُنِيراً:} مضيئا بالليل.

تنبيه: البروج الاثنا عشر مقسمة على فصول السنة كما يلي: فللربيع: الحمل، والثور، والجوزاء، وللصيف: السرطان، والأسد، والسنبلة. وللخريف: الميزان، والعقرب، والقوس.

وللشتاء: الجدي، والدلو، والحوت.

الإعراب: {تَبارَكَ:} فعل ماض. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. {جَعَلَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي}. {فِي السَّماءِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {بُرُوجاً،} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا. {بُرُوجاً:} مفعول به، وجملة: {جَعَلَ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، وجملة:

{تَبارَكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وجملة: {وَجَعَلَ فِيها سِراجاً} معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها، وإعرابها واضح. (قمرا): معطوف على: {سِراجاً}. {مُنِيراً:} صفة له.

تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً (٦٢)}

الشرح: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: معناه:

خلفا وعوضا، يقوم أحدهما مقام صاحبه، فمن فاته عمله في أحدهما قضاه في الآخر. قال شقيق-رحمه الله تعالى-: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-فقال: فاتتني الصلاة الليلة، قال: فأدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك، فإن الله تعالى جعل الليل، والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر، وروى مسلم عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر، وصلاة الظّهر، كتب له كأنّما قرأه من اللّيل». فيكون معنى {خِلْفَةً} يخلف أحدها الآخر، ومن هذا المعنى قول زهير بن أبي سلمى المزني في معلقته: [الطويل]

بها العين والأرآم يمشين خلفة... وأطلاؤها ينهضن من كلّ مجثم

وقيل: جعل كل واحد منهما مخالفا لصاحبه، فجعل هذا أسود، وهذا أبيض، وقيل:

يخلف أحدهما صاحبه: إذا ذهب هذا جاء هذا، فهما يتعاقبان في الضياء، والظلمة، والزيادة، والنقصان. انتهى. خازن.

{لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ} أي: يتذكر، فيعلم: أن الله لم يجعله كذلك عبثا، فيعتبر في مصنوعات الله، ويشكر الله تعالى على نعمه عليه في العقل، والفكر، والفهم. {أَوْ أَرادَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>