لتاجه قرنان. وقيل: كان له قرنان تحت عمامته. وقيل: يحتمل أنه لقب بذلك لشجاعته، كما يقال للشجاع: كبش، كأنه ينطح أقرانه. والله أعلم بالحقيقة. {قُلْ سَأَتْلُوا..}. إلخ: أي: سأقص عليكم خبرا من حاله، وشأنه.
الإعراب:{وَيَسْئَلُونَكَ:} الواو: حرف استئناف، أو هي حرف عطف قصة على قصة قبلها.
{ذِي:} اسم بمعنى: صاحب مجرور ب: {عَنْ،} وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، و {ذِي:} مضاف، و {الْقَرْنَيْنِ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {قُلْ:} أمر وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {سَأَتْلُوا:} السين: حرف استقبال. (أتلو): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل مستتر تقديره:«أنا». {عَلَيْكُمْ:} متعلقان بما قبلهما. {مِنْهُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {ذِكْراً} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا، على مثال ما تكرر معنا. {ذِكْراً:} مفعول به، وجملة:
{سَأَتْلُوا..}. إلخ: في محل نصب مقول القول، وجملة:{قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الْأَرْضِ:} قال علي كرم الله وجهه: سخر الله له السحاب، ومدت له الأسباب، وبسط له في النور، فكان الليل والنهار عليه سواء، وسهل عليه السير في الأرض، وذلل له طريقها. {وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: من كل شيء علما يتسبب به إلى ما يريد. وقيل: من كل شيء يحتاج إليه الخلق. وقيل: من كل شيء يستعين به الملوك من فتح المدائن، وقهر الأعداء. وأصل السبب: الحبل، فاستعير لكل ما يتوصل به إلى شيء.
{فَأَتْبَعَ سَبَباً} أي: سلك طريقا يوصله إلى ما يريد، وقدره الله له. هذا؛ وقرئ: {(فَأَتْبَعَ سَبَباً)} بوصل الهمزة وتشديد التاء، وهما بمعنى: واحد. قال الأخفش: تبعته، وأتبعته بمعنى، مثل:
ردفته، وأردفته. انتهى. فيتعديان لمفعول واحد. وقيل:«أتبع» بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما، تقديره: فأتبع سببا سببا آخر. أو فأتبع أمره سببا، ومنه قوله تعالى:{وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً} ومن حذف أحد المفعولين قوله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ} أي: أتبعوا جنودهم. واختار أبو عبيد (اتّبع) بالوصل، قال: لأنه من المسير. قال: تقول: تبعت القوم، واتبعتهم، فأما الإتباع بالقطع فمعناه: اللحاق، كقوله تعالى:{فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ}. وقال يونس، وأبو زيد:«أتبع» بالقطع عبارة عن المجدّ المسرع الحثيث الطلب، وبالوصل يتضمن الاقتفاء دون هذه الصفات. انتهى. جمل نقلا عن السمين.