الجعل، والخراج: العطاء، وقال النضر بن شميل: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الفرق بين الخرج، والخراج، فقال: الخراج: ما لزمك، والخرج: ما تبرعت به. وعنه: أن الخرج من الرقاب، والخراج من الأرض، ذكر الأول الثعلبي، والثاني الماوردي. أقول: ويراد بقوله: من الرقاب، ما كان يؤخذ من الجزية، وبالخراج: ما يفرض على الأرض؛ التي يستولي عليها المسلمون، ويتركونها بيد أصحابها.
هذا؛ وقال الإمام النسفي: خراجا فخراج، وهو ما تخرجه إلى الإمام من زكاة أرضك، وإلى كل عامل من أجرته وجعله، والخرج أخص من الخراج، تقول: خراج القرية، وخرج الكوفة، فزيادة اللفظ لزيادة المعنى، ولذا حسنت القراءة الأولى. انتهى. ويعني بها: المرسومة في المصحف. انتهى. وفي المختار: وجمع الخرج: أخراج، وجمع الخراج: أخرجة، كزمان، وأزمنة، وجمع الجمع: أخاريج.
{خَيْرٌ} أي: أفضل، وأعظم لكثرته، ودوامه. هذا؛ وسمى الله ثوابه وإكرامه لنبيه صلّى الله عليه وسلّم على دعوته خراجا للمشاكلة، والمزاوجة على حد قوله تعالى:{وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} وهو كثير في القرآن الكريم، ونبهت عليه في محاله، وانظر شرح:{خَيْرُ الرّازِقِينَ} في الآية رقم [٥٨] من سورة (الحج) القريبة منك.
الإعراب:{أَمْ:} حرف عطف. {تَسْأَلُهُمْ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«أنت»، والهاء مفعول به أول. {خَرْجاً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا.
(خراج): مبتدأ، وهو مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر. {خَيْرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كنت تسألهم أجرا وجزاء؛ فجزاء ربك خير من جزائهم، وعليه: فالفاء هي الفصيحة، وقال الجمل: تعليل لنفي السؤال المستفاد من الإنكار؛ أي: لا تسألهم ذلك، فإنّ ما رزقك الله خير. انتهى نقلا من أبي السعود.
تأمل، وتدبر. {وَهُوَ:} الواو: واو الحال. (هو): ضمير منفصل إليه مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من ربك، والرابط: الواو، والضمير.
الشرح:{وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ:} الصراط في اللغة: الطريق. فسمي الدين طريقا على سبيل الاستعارة؛ لأنه يؤدي إلى الجنة، فهو طريق إليها، والدين الإسلامي تشهد العقول السليمة على