للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الحجّ

وهي مكية غير ست آيات من قوله عز وجل: {هذانِ خَصْمانِ..}. إلى قوله: {... وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ} انتهى. بيضاوي، وخازن. وقال الجمهور: السورة مختلطة، منها مكي، ومنها مدني، وعدّ النقاش ما نزل بالمدينة عشر آيات، وقول الجمهور هو الأصح؛ لأن الآيات تقتضي ذلك؛ لأن: {يا أَيُّهَا النّاسُ} مكّيّ، و {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} مدنيّ، وهي من أعاجيب السور، نزلت ليلا ونهارا، سفرا، وحضرا، مكيّا، ومدنيّا، سلميا، وحربيا، ناسخا، ومنسوخا، محكما، ومتشابها مختلف العدد. انتهى. قرطبي.

وجاء في فضلها ما رواه الترمذي، وأبو داود، والدارقطني عن عقبة بن عامر-رضي الله عنه-قال: قلت: يا رسول الله! فضلت سورة (الحج) بأن فيها سجدتين، قال: «نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما». وبه يقول ابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. ورأى بعضهم:

أن فيها سجدة واحدة فقط، وهو قول سفيان الثوري، وأبي حنيفة. روى الدارقطني عن عبد الله بن ثعلبة قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سجد في الحج سجدتين. قلت: في الصبح؟ قال: في الصبح انتهى. قرطبي بتصرف.

أقول: من اعتبر السجدتين في هذه السورة اعتبر سجدة سورة (ص) سجدة شكر، لا سجدة تلاوة؛ فلا يسجد لها في الصلاة، فإن سجد لها مصل بطلت صلاته، ومن اعتبر سجدة واحدة في هذه السورة اعتبر سجدة سورة (ص) سجدة تلاوة، وشكر؛ فهو يسجد لها في الصلاة، وخارجها. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٧٧] من هذه السورة.

هذا؛ وسورة (الحج) ثمان وسبعون آية، وألف ومئتان وإحدى وتسعون كلمة، وخمسة آلاف وخمسة وسبعون حرفا انتهى. خازن.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{يا أَيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١)}

الشرح: {يا أَيُّهَا النّاسُ:} هذا النداء يعم جميع بني آدم. {اِتَّقُوا رَبَّكُمْ:} خافوه، واحذروا عقابه، واعملوا بطاعته. {إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ:} الزلزلة: شدة الحركة على

<<  <  ج: ص:  >  >>