رقم [١٠٠] من سورة (الصافات). {اِغْفِرْ:} فعل دعاء، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». ومفعوله محذوف. {لِي:} جار ومجرور متعلقان به، والجملة الفعلية، والجملة الندائية كلتاهما في محل نصب مقول القول. {وَهَبْ:} الواو: حرف عطف. (هب): فعل دعاء. وفاعله مستتر تقديره:
«أنت». {لِي:} متعلقان بما قبلهما. {مُلْكاً:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {لا:} نافية. {يَنْبَغِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل يعود ل: {مُلْكاً،} والجملة الفعلية في محل نصب صفة له.
{لِأَحَدٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ بَعْدِي:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة (أحد)، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
{إِنَّكَ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {أَنْتَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد لاسم (إنّ) على المحل، أو هو ضمير فصل لا محل له. وعليهما ف: {الْوَهّابُ:}
خبر (إنّ). هذا؛ وإن اعتبرت: {أَنْتَ} مبتدأ، و {الْوَهّابُ} خبرا له، فالجملة الاسمية تكون في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية: {إِنَّكَ..}. إلخ تعليل للدعاء، لا محل لها. هذا؛ وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (٣٦)}
الشرح: {فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً} أي: لينة مع قوتها، وشدتها؛ حتى لا تضر أحدا، وتحمله بعسكره، وجنوده، وموكبه، وكان موكبه فيما روي فرسخا في فرسخ، مئة درجة بعضها فوق بعض، في كل درجة صنف من المخلوقات، وهو في أعلى درجة مع جواريه، وحشمه، وخدمه، صلوات الله، وسلامه عليه. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٢] و [١٣] من سورة (سبأ).
{حَيْثُ أَصابَ:} حيث قصد، وأراد. هذا معناه هنا، قال الشاعر: [المتقارب]
أصاب الكلام فلم يستطع... فأخطا الجواب لدى المفصل
وهو يحتمل معاني أخر، تقول: أصاب السهم، يصيب: لم يخطئ هدفه. وأصاب الرجل في قوله، أو في رأيه: أتى بالصواب. وأصاب فلانا البلاء، يصيبه: وقع عليه. وأصابهم المطر:
نزل عليهم. قال تعالى في سورة (الروم) رقم [٤٨]: {فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}. وانظر شرح الريح في الآية رقم [١٦] من سورة (فصّلت).
الإعراب: {فَسَخَّرْنا:} الفاء: حرف استئناف. وقيل: عاطفة على محذوف، التقدير:
فاستجبنا له دعاءه، وأعدنا له ملكه السليب، وسخرنا. وهو ضعيف كما رأيت في الشرح.
(سخرنا): فعل، وفاعل. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان به. {الرِّيحَ:} مفعول به، والجملة