للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لا:} نافية. {يَسْمَعُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {لَغْواً:} مفعول به. {وَلا:} (الواو): حرف عطف. (لا): نافية، أو صلة لتأكيد النفي. {تَأْثِيماً:} معطوف على ما قبله. {إِلاّ:} أداة استثناء منقطع. {قِيلاً:} مستثنى بإلا.

{سَلاماً:} فيه أوجه، أحدها: أنه بدل من {قِيلاً} أي: لا يسمعون فيها إلا سلاما سلاما، الثاني: أنه نعت ل‍: {قِيلاً،} الثالث: أنه منصوب بنفس {قِيلاً} أي: إلا أن يقولوا: سلاما سلاما، وهو قول الزجاج. الرابع: أن يكون منصوبا بفعل مقدر، ذلك الفعل محكي ب‍: {قِيلاً} تقديره: إلا قيلا سلّموا سلاما، وهذا يعني: أنه مفعول مطلق لفعل محذوف، وعليه فالجملة في محل نصب مقول القول. {سَلاماً:} توكيد لسابقه.

{وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣)}

الشرح: لما بين الله حال السابقين؛ شرع في بيان حال أصحاب اليمين، وهم أصحاب الميمنة، واختلاف العبارة للتفنن في الكلام، وفيه بلاغة لا تخفى، وحلاوة في القلب يدركها المتأملون المعتبرون؛ إذ كل حرف من حروف القرآن فيه بلاغة، وفصاحة، وانظر الشرح برقم [٨] ففيه الكفاية.

{فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} أي: لا شوك فيه، كأنه خضد شوكه؛ أي: قطع، ونزع. وهذا قول ابن عباس-رضي الله عنهما-. وقيل: هو الموقر؛ أي: المثقل بالثمر. وقال قتادة-رحمه الله تعالى-: كنا نحدث: أنه الموقر الذي لا شوك فيه، والظاهر: أن المراد هذا وهذا، فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر، وفي الاخرة على العكس من هذا: لا شوك فيه، وفيه الثمر الكثير، الذي قد أثقل أصله، كما روى الحافظ أبو بكر النجار عن سليم بن عامر-رضي الله عنه-قال: كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقولون: إن الله لينفعنا بالأعراب، ومسائلهم. قال: أقبل أعرابي يوما، فقال: يا رسول الله! ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، فقال صلّى الله عليه وسلّم: «وما هي؟». قال: السدر، فإن له شوكا مؤذيا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أليس الله تعالى يقول: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} خضد الله شوكه، فجعل مكان كل شوكة ثمرة، فإنها لتنبت ثمرا، تفتق الثمرة منها من اثنين وسبعين لونا من طعام، ما فيها لون يشبه الاخر». وأخرج البيهقي عن مجاهد-رحمه الله تعالى-قال: كانوا يعجبون بوجّ، وظلاله، وطلحه، وسدره، فقالوا: يا ليت لنا مثل هذا، فنزلت الايات: {وَأَصْحابُ الْيَمِينِ..}. إلخ. قال أمية بن أبي الصلت يصف الجنة: [الكامل] إنّ الحدائق في الجنان ظليلة... فيها الكواعب سدرها مخضود

<<  <  ج: ص:  >  >>