وبحور. قاله الزمخشري أيضا. الثالث: أنه معطوف عليه حقيقة، وأن الولدان يطوفون عليهم بالحور أيضا، فإن فيه لذة لهم. انتهى. جمل نقلا من السمين.
هذا؛ وذكرت في آية (المائدة) رقم [٦] قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} بأنه قرئ بجر (أرجلكم) على الجوار ل: (رؤوسكم) وقلت هناك: وله نظائر في القرآن الكريم، وفي الشعر العربي، وكلامه، فمن ذلك قوله تعالى في كثير من الايات {عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ،} وقوله تعالى: (وحور عين) بجر حور، فإن {أَلِيمٌ} صفة {عَذابٌ،} وقد جر لمجاورته {يَوْمِ،} و (حور) معطوف على: {وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ} وهو مرفوع، وقد جر لقربه من قوله تعالى:{وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمّا يَشْتَهُونَ} ومن ذلك قول امرئ القيس في معلقته رقم [٨٨]: [الطويل] كأنّ أبانا في عرانين وبله... كبير أناس في بجاد مزمّل
فجر «مزمل» مع كونه صفة ل: «كبير» لمجاورته: «بجاد» وهذا البيت هو الشاهد رقم [٩٠٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، ومن ذلك قولهم:«هذا جحر ضب خرب» فجر «خرب» مع كونه صفة «جحر» المرفوع لمجاورته «ضب» والذي عليه المحققون: أن خفض الجوار يكون في النعت قليلا، وفي التوكيد نادرا، انظر الشاهد رقم [١١٦٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، والكلام عليه، وعلى سابقه، وهو بيت امرئ القيس، ولا يكون في النسق إلا لحكمة واضحة؛ لأن العاطف يمنع من التجاور، ولذا بين الزمخشري الحكمة في آية الوضوء آية (المائدة) التي ذكرتها سابقا، انظر شرحها في محلها. وقيل:(حور) معطوف على (أكواب) باعتبار المعنى؛ إذ معنى:(يطوف عليهم ولدان مخالدون بأكواب... وحور) أي: ينعمون بأكواب... إلخ، وقال الراعي النميري:
إذا ما الغانيات برزن يوما... وزجّجن الحواجب والعيونا
وهذا هو الشاهد رقم [٦٦٥] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» انظر الكلام عليه تجد ما يسرك، ويثلج صدرك. {عِينٌ:} صفة (حور).
{كَأَمْثالِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية ل: (حور)، أو بمحذوف حال منه بعد وصفه بما تقدم، وإن اعتبرت الكاف اسما؛ فالمحل لها، وتكون مضافة، و (أمثال) مضاف إليه، و (أمثال) مضاف، و {اللُّؤْلُؤِ} مضاف إليه. {الْمَكْنُونِ:} صفة {اللُّؤْلُؤِ}. {جَزاءً:} مفعول لأجله، أو مفعول مطلق، والعامل محذوف على الاعتبارين، التقدير: جعلنا لهم ما ذكر للجزاء، أو جزيناهم جزاء. {بِما:} جار ومجرور متعلقان ب: {جَزاءً}. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة:{يَعْمَلُونَ} في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: جزاء بالذي كانوا يعملونه.