المال؛ لأنه يشبه الذي انبتّ ظهره، وعدم الحول والقوة، وهو أسوأ حالا من المسكين عندنا معاشر الشافعية، ويدل عليه قوله تعالى:{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} فسماهم مساكين مع كونهم يملكون سفينة يتجرون فيها، وينقلون فيها بضائع للناس من صقع إلى صقع، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يسأل الله المسكنة، ويتعوذ بالله من الفقر، فعن أنس بن مالك-رضي الله عنه- عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«اللهمّ أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة». رواه الترمذي، فلو كان المسكين أسوأ حالا من الفقير؛ لما تعوذ من الفقر، وسأل المسكنة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{لِيَشْهَدُوا:} مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (أذّن) أو ب: {يَأْتُوكَ}. {مَنافِعَ:} مفعول به. {لَهُمْ:} متعلقان ب: {مَنافِعَ،} أو بمحذوف صفة له.
{وَيَذْكُرُوا:} معطوف على ما قبله منصوب مثله... إلخ. {اِسْمَ:} مفعول به، وهو مضاف، {اللهِ:} مضاف إليه. {فِي أَيّامٍ:} متعلقان بالفعل (يذكروا). {مَعْلُوماتٍ:} صفة {أَيّامٍ}.
{عَلى:} حرف جر. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر ب: {عَلى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل (يذكروا) وتعليقهما بمحذوف حال من اسم الله لا بأس به، وجملة:
{رَزَقَهُمْ} صلة {ما} والعائد محذوف، التقدير: على الذي رزقهم الله إياه. {مِنْ بَهِيمَةِ:}
متعلقان بمحذوف حال من العائد المحذوف، و {مِنْ} بيان لما أبهم في {ما،} و {بَهِيمَةِ} مضاف، و {الْأَنْعامِ} مضاف إليه.
{فَكُلُوا:} الفاء: هي الفصيحة. (كلوا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك واقعا وحاصلا؛ فكلوا، والكلام كله مستأنف لا محل له. {مِنْها:} متعلقان بما قبلهما، وجملة:{وَأَطْعِمُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {الْفَقِيرَ:} صفة (البائس) وهي صفة مؤكدة.
والحاج أشعث أغبر إذا لم يزل هذه الأوساخ. هذا؛ وتفسير «القضاء» بالإزالة تفسير مجازي؛ لأن «القضاء» في الأصل: القطع، والفصل، فأريد به هنا الإزالة. وقال ابن عمر وابن عباس