للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من معنى (اشتعل)؛ لأن معناه: شاب. وقيل: هو مصدر في موضع الحال، والمعتمد الأول، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {وَلَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {أَكُنْ:} مضارع ناقص مجزوم ب‍: (لم)، واسمه مستتر تقديره: «أنا». {بِدُعائِكَ:}

متعلقان ب‍: {شَقِيًّا} بعدهما، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {شَقِيًّا:} خبر {أَكُنْ،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها، واعتبارها حالا من ياء المتكلم يؤيده المعنى، والرابط: الواو، والضمير.

هذا؛ والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وبعضهم يعتبرها تفسيرا للنداء، ولا بأس به.

{وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ اِمْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥)}

الشرح: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي} أي: من بعدي، وأراد بالموالي: بني عمه، وأقاربه الذين يلونه في النسب، والعرب تسمي بني العم: موالي. قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب: [البسيط]

مهلا بني عمّنا، مهلا موالينا... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا

قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: خاف أن يرثوا ماله، وأن ترثه الكلالة، فأشفق أن يرثه غير الولد. وقالت طائفة: كان بنو عمه أشرار بني إسرائيل، فخاف أن لا يحسنوا خلافته على أمته، ويبدلوا عليهم دينهم، وقرئ: «(خفّت الموالي من ورائي)» بمعنى: قلّوا، وعجزوا عن إقامة الدين. وهي قراءة شاذة بعيدة جدا، حتى قيل: إنها لا تجوز. {وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً} أي:

لا تلد لكبر سنها، والعاقر أيضا: التي لا تلد من غير كبر. وهو مشتق من العقر، وهو القطع لقطعه النسل، وكذلك العاقر من الرجال الذي لا يلد، ومنه قول عامر بن الطفيل: [الطويل]

لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا... جبانا، فما عذري لدى كلّ محضر

وهي من النوق التي لا تلد أيضا. قال لبيد-رضي الله عنه-: [الكامل]

أدعو بهنّ لعاقر أو مطفل... بذلت لجيران الجميع لحامها

أراد بالعاقر: الناقة التي لا تلد، وبمطفل: الناقة التي لها ولد. ولم تلحق الهاء عاقر؛ لأنها إنما تلحق للفرق بين المذكر، والمؤنث، فما لا يكون للمذكر لا حاجة فيه إلى علامة التأنيث، مثل حائض، وحامل، وطالق، ومرضع، فإن أتي بها، فإنما هو على الأصل. هذا قول أهل الكوفة. وقال أهل البصرة: هذا غير مستمر لأن العرب تقول: رجل أيم، وامرأة أيم، ورجل

<<  <  ج: ص:  >  >>