{مَرَدَّ:} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {لا}. {مِنَ اللهِ:} متعلقان بالفعل {يَأْتِيَ،} أو هما متعلقان بفعل محذوف يدل عليه {مَرَدَّ} أي: لا يرده من الله أحد، ولا يجوز أن يتعلقا فيه؛ لأنه ينبغي أن ينون حينئذ؛ لأنه يصير شبيها بالمضاف، والجملة الاسمية:{لا مَرَدَّ لَهُ} في محل رفع صفة: {يَوْمٌ}. {يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلق بالفعل بعده، و (إذ) ظرف زمان أيضا مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والتنوين عوض عن الجملة المحذوفة؛ إذ التقدير: يوم إذ يأتي هذا اليوم. {يَصَّدَّعُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية ل:{يَوْمٌ،} أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم على حد قوله تعالى: {وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ} والرابط على الاعتبارين محذوف؛ إذ التقدير: يصدعون فيه يومئذ.
الشرح:{مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} أي: فعليه وبال كفره، وهو النار المؤبدة، وانظر الآية رقم [٣٤]. {وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً} أي: عملا صالحا، والعمل الصالح يتمثل بأداء ما أوجب الله، والقيام بما أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم به، والعمل السّيّئ يتمثل بكل عمل نهى الله، ورسوله عنه.
{فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} أي: يوطئون، ويسوون لأنفسهم في الآخرة فراشا، ومسكنا، وقرارا بالعمل الصالح، الذي قدموه في الدنيا لآخرتهم. وقيل: يوطئون المضاجع، ويسوونها في القبر.
ولا أراه قويا، وهذه الآية مفسرة لقوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ،} وقال تعالى في آية أخرى {وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} وهي رقم [١٤] في هذه السورة انظر شرحها هناك، فهو جيد.
الإعراب:{مَنْ:} اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {كَفَرَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى:{مَنْ،} تقديره: «هو» والمتعلق محذوف، تقديره: كفر بالله. {فَعَلَيْهِ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (عليه): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {كُفْرُهُ:} مبتدأ مؤخر، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو {مَنْ} مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط. وقيل: هو جملة الجواب. وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين. هذا؛ وإن اعتبرت {مَنْ} اسما موصولا فهي مبتدأ، وجملة:{كَفَرَ} صلتها، والجملة الاسمية:(عليه كفره) في محل رفع خبرها، ودخلت الفاء على خبره؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، والجملة التالية مثلها في جميع ذلك، و {صالِحاً} صفة لمفعول به محذوف، التقدير: عمل عملا صالحا. (لأنفسهم): جار ومجرور متعلقان بالفعل