للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النظام الأكمل، والوجه الأصلح، وهذا هو المقبول؛ لأن الله تعالى لا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر.

الإعراب: {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {أَرادَ اللهُ:} ماض، وفاعله. والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، والمصدر المؤول من: {أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً} في محل نصب مفعول به. {لاصْطَفى:} اللام: واقعة في جواب {لَوْ}. (اصطفى):

فعل ماض، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والجملة الفعلية جواب {لَوْ،} لا محل لها من الإعراب، و {لَوْ} ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {يَخْلُقُ:}

فعل مضارع، والفاعل يعود إلى: {اللهُ،} والجملة الفعلية صلة، والعائد محذوف، التقدير: من الذي يخلقه. {مِمّا:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ل‍: (اصطفى)، والجملة بعدها صلتها، والعائد محذوف، وتقدير الكلام: لاصطفى من الذي يخلقه الذي يشاؤه.

{سُبْحانَهُ:} مفعول مطلق لفعل محذوف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر، أو اسم المصدر لفاعله، فيكون المفعول محذوفا، أو من إضافته لمفعوله، فيكون الفاعل محذوفا. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، والأسماء بعده أخبار له متعددة. وقيل: {اللهُ} مبتدأ، والاسمان بعده صفتان له. ولا أسلمه. والجملة الاسمية مستأنفة كالتي قبلها لا محل لها.

{خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفّارُ (٥)}

الشرح: {خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ} أي: هو الخالق للسموات والأرض، ولما بينهما من الأشياء، وهو مالك الملك، المتصرف فيه كيف يشاء، القادر على الكمال، المتصف بالعظمة والكبرياء، المستغني عن الصاحبة والولد، ومن كان هكذا؛ فحقه أن يفرد بالعبادة، لا أنه يشرك به. ونبه بهذا على أن له أن يتعبد العباد بما شاء، وقد فعل.

{يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ..}. إلخ: يغشي، ويغطي كل واحد منهما الآخر، كأنه يلف عليه لف اللباس باللابس، أو يغيبه به كما يغيب الملفوف باللفافة، أو يجعله كارا عليه كرورا متتابعا تتابع أكوار العمامة. انتهى. بيضاوي. وقد روي عن ابن عباس في معنى الآية؛ قال: ما نقص من الليل دخل في النهار، وما نقص من النهار دخل في الليل، وهو معنى قوله تعالى في كثير من الآيات: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ}. هذا؛ وقد قال تعالى في سورة

<<  <  ج: ص:  >  >>