للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستتر؛ أي: جاء ملتبسا بالحسنة. {فَلَهُ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (له): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {خَيْرٌ:} مبتدأ مؤخر. {مِنْها:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {خَيْرٌ،} أو بمحذوف صفة له، وقيل: هما في محل نصب مفعول به ل‍: {خَيْرٌ}. وخبر المبتدأ الذي هو {مَنْ} مختلف فيه، فقيل: هو جملة الشرط، وقيل: هو جملة الجواب، وقيل هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين.

هذا؛ وإن اعتبرت {مَنْ} موصولا، فهو في محل رفع مبتدأ، والجملة الفعلية: {جاءَ بِالْحَسَنَةِ} صلته، وجملة: {فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها} في محل رفع خبره، واقترنت بالفاء؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، والجملة الاسمية: {مَنْ جاءَ..}. إلخ على الاعتبارين مستأنفة، لا محل لها. {وَهُمْ:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {مِنْ فَزَعٍ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {آمِنُونَ} بعدهما، ويقرأ بتنوين:

{فَزَعٍ،} وبدونه، فعلى التنوين ف‍: {يَوْمَئِذٍ} ظرف زمان متعلق ب‍: {آمِنُونَ} بعده، وعلى عدم التنوين، فيكون (يوم) في محل جر بإضافة (فزع) إليه، و (إذ) مبني على السكون في محل جر بالإضافة. {آمِنُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية:

{وَهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

{وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٠)}

الشرح: {وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ} أي: بالشرك على أرجح الأقوال. {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ:}

عبر بالوجه عن جميع البدن، كأنه قال: كبوا، وطرحوا في النار جميعهم. وهذا كقوله تعالى {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فعبر بالأيدي عن جميع البدن، وانظر شرح (كب وأكب) في الآية رقم [٩٤] من سورة (الشعراء). {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: تقول لهم الملائكة:

لا تجزون إلا جزاء عملكم السّيّئ في الدنيا، ويجوز أن يكون من كلام الله لهم، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه، وانظر شرح الحسنة والسيئة برقم [٨٤] من سورة (القصص).

الإعراب: {وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ} هو مثل الآية السابقة بلا فارق، وأضيف: أن هذه الآية ترجح اعتبار الموصولية على الشرطية في: (من)؛ لأن جملة: {فَكُبَّتْ} تصلح؛ لأن تكون جوابا للشرط، فلو تمحضت للشرطية؛ لما احتيج إلى اقترانها بالفاء؛ لأنها ليست من الجمل التي يجب اقترانها بالفاء، وهو المنظومة في قول بعضهم: [الكامل]

اسميّة طلبيّة وبجامد... وبما ولن وقد وبالتّنفيس

(كبت): فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث حرف لا محل له. {وُجُوهُهُمْ:} نائب فاعل، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {فِي النّارِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل

<<  <  ج: ص:  >  >>