للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلود، فقالت: بحق الله لا تدع عليّ، وقد تبت إلى الله، ومن الآن أنا في طاعتك، فادع الله أن أكون معك في الجنة! فقال الرجل: اللهم آمين؛ إن كانت صادقة! وخذ ما يلي: [الطويل] أرى صاحب النسوان يحسب أنّها... سواء وبون بينهنّ بعيد

فمنهنّ جنات يفيء ظلالها... ومنهنّ نيران لهن وقود

وأنشد أبو العيناء عن أبي زيد: [البسيط]

إنّ النساء كأشجار نبتن معا... منهن مرّ وبعض المرّ مأكول

إنّ النّساء ولو صوّرن من ذهب... فيهن من هفوات الجهل تخييل

إنّ النساء متى ينهين عن خلق... فإنه واجب لا بدّ مفعول

وما وعدنك من شرّ وفين به... وما وعدنك من خير فممطول

الإعراب: {اُدْخُلُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق.

{الْجَنَّةَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله عند بعض النحاة، وفي مقدمتهم سيبويه، والمحققون وعلى رأسهم الأخفش ينصبونه على التوسع في الكلام بإسقاط الخافض، لا على الظرفية، فهو منتصب عندهم انتصاب المفعول به على السعة، بإجراء اللازم مجرى المتعدي، وقل مثل ذلك في: (دخلت المدينة، ونزلت البلد، وسكنت الشام) وحكى الفراء في معاني القرآن: أنّ الحرف يحذف أيضا مع: انطلق، وخرج، تقول: انطلقت الشام، وخرجت السوق. {أَنْتُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {وَأَزْواجُكُمْ:} معطوف على الضمير، والكاف في محل جر بالإضافة. {تُحْبَرُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. هذا إعراب الجلال-رحمه الله تعالى-. هذا؛ وأرى اعتبار الضمير توكيدا لواو الجماعة، واعتبار: {وَأَزْواجُكُمْ} معطوفا على واو الجماعة أولى، وعليه فجملة: {تُحْبَرُونَ} في محل نصب حال من واو الجماعة، وإلاّ فماذا نقول في الجملة الاسمية على رأي الجلال، ولعلّه يرى اعتبارها حالا من واو الجماعة، والمعنى:

لا يؤيده. والآية الكريمة بكاملها في محل نصب مقول القول لقول محذوف.

{يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (٧١)}

الشرح: {يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ} أي: لهم في الجنة أطعمة، وأشربة، يطاف بها عليهم في صحاف من ذهب، وأكواب. ولم يذكر الأطعمة، والأشربة؛ لأنه يعلم: أنّه

<<  <  ج: ص:  >  >>