للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم الذين يتناجون. وبه قيل في قوله تعالى: {وَإِذْ هُمْ نَجْوى} الآية رقم [٤٧] من سورة (الإسراء).

الإعراب: {أَمْ:} حرف انتقال بمعنى: بل. {يَحْسَبُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله. {أَنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا):

اسمها، حذفت نونها، وبقيت ألفها دليلا عليها. {لا:} نافية. {نَسْمَعُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {سِرَّهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أنّ). {وَنَجْواهُمْ:} معطوف على ما قبله منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والهاء في محل جر بالإضافة، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سدّ مسد مفعولي: {يَحْسَبُونَ،} والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {بَلى:} حرف جواب لا محلّ له، وبعدها جملة مقدّرة كما رأيت في الشرح تقديرها.

{وَرُسُلُنا:} الواو: واو الحال. (رسلنا): مبتدأ، و (نا): في محل جر بالإضافة. {لَدَيْهِمْ:} ظرف مكان متعلق بما بعده منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء؛ لاتصاله بالضمير، الذي هو في محل جر بالإضافة، وجملة: {لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَرُسُلُنا..}. إلخ في محل نصب حال من فاعل الفعل المقدر بعد {بَلى،} والرابط: الواو، والضمير، والكلام المقدر: «بلى نسمع...» إلخ. مستأنف لا محلّ له.

{قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (٨١)}

الشرح: معنى الآية: إن كان للرحمن ولد في قولكم، وعلى زعمكم؛ فأنا أول من عبد الرحمن، فإنه لا شريك له، ولا ولد له. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: أي: ما كان للرحمن ولد، فأنا أول العابدين؛ أي: الشاهدين له بذلك، أو الموحدين من أهل مكة على أنه لا ولد له. وقيل: معناه: لو كان للرحمن ولد؛ فأنا أول من عبده بذلك، ولكن لا ولد له! وقيل: العابدين بمعنى: الآنفين، أي: أنا أول الجاحدين المنكرين لما قلتم، وأنا أول من غضب للرحمن أن يقال له: ولد، قال الفرزدق: [الطويل]

أولئك ناس إن هجوني هجوتهم... وأعبد أن يهجى كليب بدارم

«أعبد»: بمعنى: آنف، وقال الزمخشري في معنى الآية: إن كان للرحمن ولد، وصحّ، وثبت ببرهان صحيح توردونه، وحجة واضحة تدلون بها، فأنا أول من يعظم ذلك الولد، وأسبقكم إلى طاعته، كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه. وهذا كلام وارد على سبيل الفرض، والتمثيل لغرض، وهو المبالغة في نفي الولد، والإطناب فيه، مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب التوحيد، وذلك: أنه علّق العبادة بكينونة الولد، وهي محال في نفسها، فكان المعلّق عليها محالا مثلها. انتهى. خازن بحروفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>