للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة:

قال القرطبي في غير هذه الآية: عشرون، وثلاثون، وأربعون... إلخ، كل واحد منها موضوع على صورة الجمع لهذا العدد، فإن قال قائل: لم كسر أول عشرين، وفتح، أول ثلاثين وما بعده إلى ثمانين إلا ستين؟ فالجواب عند سيبويه-رحمه الله تعالى-: أن عشرين من عشرة بمنزلة اثنين من واحد، فكسر أول عشرين كما كسر أول اثنين، والدليل على هذا قولهم: ستون، وتسعون، كما قيل: ستة، وتسعة. انتهى. احفظه فإنه جيد. والله ولي التوفيق.

هذا؛ وقال صاحب مختار الصحاح: وإذا أضفته-أي: لفظ العقود-أسقطت النون. فقلت:

هذه عشروك، وعشريّ.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسمها. والهاء حرف تنبيه لا محل له. {أَخِي:} يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون بدلا من {هذا} فيكون منصوبا، والثاني أن يكون خبرا، فيكون مرفوعا، والفتحة على الأول، والضمة على الثاني كلتاهما مقدرتان على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {تِسْعٌ:} مبتدأ مؤخر. (تسعون): معطوف على ما قبله مرفوع مثله، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {نَعْجَةً:} تمييز، والجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان على اعتبار: {أَخِي} خبرا، وهي الخبر على اعتباره بدلا. انتهى. شذور الذهب. {وَلِيَ:} الواو:

حرف عطف. (لي): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {نَعْجَةً:} مبتدأ مؤخر.

{واحِدَةٌ:} صفة. والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها.

والجملة الاسمية: {إِنَّ هذا..}. إلخ بينات لك في آخر شرح الآية السابقة: أنها مقولة لقول محذوف. {فَقالَ:} الفاء: حرف عطف. (قال): فعل ماض، والفاعل يعود إلى {أَخِي،} تقديره: «هو». {أَكْفِلْنِيها:} فعل أمر، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به أول، و (ها) مفعول به ثان، ويجوز فصل ضمير الغيبة، ووصله، قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز]

وصل أو افصل هاء سلنيه وما... أشبهه في كنته الخلف انتمى

وجملة: {أَكْفِلْنِيها..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَقالَ..}. إلخ معطوفة على الجملة المقدرة في آخر شرح الآية السابقة. {وَعَزَّنِي:} الواو: حرف عطف. (عزني): فعل ماض، والفاعل يعود إلى {أَخِي} أيضا، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {فِي الْخِطابِ:} متعلقان بما قبلهما، وجملة: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ} معطوفة على جملة: (قال...) إلخ لا محل لها مثلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>