{وَيَحْمِلُ:}(الواو): حرف استئناف. (يحمل): فعل مضارع. {عَرْشَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {فَوْقَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. هذا؛ وقال الجمل: فوقهم متعلق بمحذوف حال من العرش، والأول أقوى. {يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلق بالفعل (يحمل)، و (إذ) في محل جر بالإضافة، والتنوين عوض من جملة محذوفة. {ثَمانِيَةٌ:}
فاعل (يحمل)، والجملة الفعلية مستأنفة، أو هي معطوفة على الجملة الاسمية قبلها على رأي من يجيز عطف الفعلية على الاسمية.
{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (١٨)}
الشرح:{يَوْمَئِذٍ:} يوم ينفخ في الصور. {تُعْرَضُونَ} أي: على الله. دليله قوله تعالى في سورة (الكهف) رقم [٤٨]: {وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا} وليس ذلك عرضا يعلم به ما لم يكن عالما له، بل معناه الحساب، وتقدير الأعمال عليهم للمجازاة. وروى الحسن عن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان؛ فجدال ومعاذير، وأما الثالثة؛ فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله». أخرجه الترمذي، وقال: ولا يصح هذا الحديث من قبل: أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وقد رواه بعضهم عن الحسن عن أبي موسى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. {لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ} أي: الله عالم بكل شيء من أعمالكم، لا يخفى عليه شيء منها، وإن عرضكم عليه يوم القيامة للحساب والجزاء، ففيه من المبالغة في التهديد، والوعيد ما لا يخفى. وفي الجمل: وعبر عن الحساب، والجزاء بالعرض تشبيها له بعرض السلطان العسكر، والجند؛ لينظر في أمرهم، فيختار منهم المصلح للتقريب، والإكرام، والمفسد للإبعاد، والتعذيب. انتهى. والآيات التالية تشرح ذلك، وتفصله. هذا؛ وقد قال عمر-رضي الله عنه-: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أخف عليكم في الحساب غدا، وتزينوا للعرض الأكبر.
الإعراب:{يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلق بالفعل بعده، و (إذ) في محل جر بالإضافة على مثال ما تقدم. {تُعْرَضُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية بمنزلة البدل من جملة:{وَيَحْمِلُ..}. إلخ، أو هي مستأنفة، لا محل لها. {لا:} نافية. {تَخْفى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر.
{مِنْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {خافِيَةٌ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الضمير المجرور ب: (من).