للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستتر فيه وجوبا تقديره: «نحن»، والهاء مفعول به، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بما قبلهما. وقيل: متعلقان بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: وذلك لنريه. {مِنْ آياتِنا:} متعلقان بما قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة.

{إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {هُوَ:} فيه ثلاثة أوجه: الأول: أن يكون توكيدا لاسم (إنّ) على المحل، والثاني: أن يكون ضمير فصل لا محل له من الإعراب، وعلى هذين الوجهين فالسميع خبر (إنّ)، والثالث: أن يكون مبتدأ، و {السَّمِيعُ} خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إنّ). {الْبَصِيرُ:} خبر ثان ل‍: (إنّ)، أو للمبتدإ، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ هُوَ..}.

إلخ تعليلية، أو مستأنفة، لا محل لها.

{وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢)}

الشرح: {وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ} أي: أعطينا موسى التوراة. {وَجَعَلْناهُ هُدىً..}. إلخ: أي:

جعلنا الكتاب. وقيل: جعلنا موسى هاديا لبني إسرائيل من الضلال. {أَلاّ تَتَّخِذُوا} ويقرأ:

«(ألا يتخذوا)». وانظر الإعراب يتضح لك المعنى. {مِنْ دُونِي وَكِيلاً} أي: ربا غيري، تكلون إليه أموركم، والوكيل: من يوكل إليه الأمر، ويعتمد عليه في المهمات وانظر الآية [٥٤]. هذا؛ وقدّر القرطبي الكلام كما يلي: كرمنا محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالإسراء، والمعراج، وأكرمنا موسى بالتوراة.

والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

هذا؛ و «بني» أصله: بنين، حذفت النون للإضافة، وهو جمع ابن مأخوذ من البناء؛ لأن الابن مبنى أبيه، ولذلك ينسب المصنوع إلى الصانع، و {إِسْرائِيلَ} هو نبي الله يعقوب على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، ومعناه بالعبريّة صفوة الله، أو عبد الله، ف‍: «إسرا» هو العبد، أو الصفوة، و «إيل» هو الله، ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وقد ولد في حياة جده إبراهيم، وهو النافلة التي امتن الله بها على إبراهيم بقوله: {وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً} ولقد وجدت في كثير من المراجع الموجودة عندي: أن يعقوب كان توأما مع أخ له اسمه عيصو في بطن واحد، فعند خروجهما من بطن أمهما تزاحما، وأراد كل منهما أن يخرج قبل صاحبه، فقال عيصو ليعقوب: إن لم تدعني أخرج قبلك، وإلا خرجت من جنبها، فتأخر يعقوب شفقة منه على أمّه؛ فلذا كان أبا الأنبياء، وعيصو أبا الجبّارين، وسمي يعقوب لذلك، والله أعلم بحقيقة ذلك.

الإعراب: {وَآتَيْنا:} فعل، وفاعل. {مُوسَى:} مفعوله الأول. {الْكِتابَ:} مفعوله الثاني، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {سُبْحانَ..}. إلخ، أو هي مستأنفة، لا محل لها. {وَجَعَلْناهُ هُدىً:} ماض، وفاعله ومفعولاه، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها،

<<  <  ج: ص:  >  >>