التعلق بمحذوف، كما قيل في اللام في: سقيا لك. وإما على حذف مضاف، التقدير: واضمم إلى نفسك جناحك، وذلك لأنه لا يتعدى فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل إلا في باب:«ظنّ» وانظر ما ذكرته في الشاهد رقم [٢٥٧] من كتابنا فتح القريب المجيب؛ تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
{جَناحَكَ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {مِنَ الرَّهْبِ:} متعلقان بالفعل:
(اضمم) وقال مكي وأبو البقاء: متعلقان ب: {وَلّى،} وقيل: ب: {مُدْبِراً،} وقيل: بمحذوف، أي: يسكن من الرهب، وقيل: ب: (اضمم). انتهى. ولعلك تدرك معي: أن التعليق بأقرب مذكور أولى. {فَذانِكَ:} الفاء: حرف عطف، وتفريع. (ذانك): اسم إشارة مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بالمثنى، وبعضهم يعتبره مبنيا على الألف؛ لأن أسماء الإشارة مبنية، والكاف حرف خطاب لا محل له. {بُرْهانانِ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف... إلخ، والجملة الاسمية معطوفة على مضمون الكلام قبلها لا محل لها، وإن اعتبرتها مستأنفة، لا محل لها أيضا. {مِنْ رَبِّكَ:} متعلقان بمحذوف صفة (برهان)، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {إِلى فِرْعَوْنَ:} متعلقان بمحذوف حال من الكاف، التقدير: مرسلا إلى فرعون. {وَمَلائِهِ:}
معطوف على:{فِرْعَوْنَ} مجرور مثله، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ} انظر إعراب هذه الجملة ومحلها في الآية رقم [١٢] من سورة (النمل).
الشرح:{قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً:} يعني القبطي الذي تقدم ذكره في الآية رقم [١٥].
{فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} أي: به. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢١].
الإعراب:{قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {مُوسى}. {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف. {إِنِّي:}
حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {قَتَلْتُ:} فعل، وفاعل. {مِنْهُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {نَفْساً} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا، وجملة:{قَتَلْتُ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ). {فَأَخافُ:} الفاء: حرف عطف. (أخاف):
فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«أنا». {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {يَقْتُلُونِ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به، و {أَنْ} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به، وجملة {فَأَخافُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها فهي في محل رفع مثلها، والآية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ رَبِّ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.