لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي. {وَيَغْفِرْ:} مضارع معطوف على ما قبله، وفاعله يعود إلى ربنا. {لَنا:} متعلقان بما قبلهما. {لَنَكُونَنَّ:} مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي هي حرف لا محل له، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره:«نحن». {مِنَ الْخاسِرِينَ:} متعلقان بمحذوف خبره، واللام واقعة في جواب القسم المحذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب القسم المحذوف، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه، انظر الآية رقم [٩٩]. هذا؛ وعلى قراءة الفعلين بالتاء يكون الفاعل مستترا تقديره:«أنت»، ويكون {رَبُّنا} منادى حذف منه حرف النداء، والكلام على القراءتين، وعلى الإعرابين في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا..}. إلخ جواب لما لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله في الآية السابقة لا محل له مثله. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{وَلَمّا رَجَعَ مُوسى..}. إلخ: رجع من طور سيناء. {غَضْبانَ:} لما فعلوه من عبادة غير الله، وكان الله سبحانه قد أخبره بذلك قبل رجوعه، كما سيأتي في سورة (طه)، وتعرفه إن شاء الله تعالى. هذا؛ و (رجع) يستعمل لازما كما في الآية، ومتعديا، كما في قوله تعالى:{فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ..}. إلخ. {مُوسى:} انظر الآية رقم [١٠٢]. {قَوْمِهِ:} انظر الآية رقم [٣٢]. {أَسِفاً:} قال أبو الدرداء: الأسف: أشد الغضب، وقال ابن عباس، والسدي:
الأسف: الحزن، والأسيف: الحزين. قال الواحدي: والقولان متقاربان؛ لأن الغضب من الحزن، والحزن من الغضب، فإذا جاءك ما تكره ممن هو دونك غضبت، وإذا جاءك ما تكره ممن هو فوقك حزنت. انتهى. خازن بتصرف. {قالَ:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} أي: بئس الفعل فعلتموه بعد ذهابي إلى مناجاة ربي! وهذا الخطاب يحتمل أن يكون لعبدة العجل من السامري، وأتباعه، أو لهارون، والمؤمنين الذين لم يعبدوا العجل، ويكون المراد: حيث لم تمنعوهم من عبادة غير الله تعالى. هذا؛ وانظر شرح (بئس) في الآية رقم [٤١] الأنفال {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} أي: أسبقتم بعبادة العجل ما أعطاني ربكم من التوراة التي فيها الهدى، والنور، وظننتم موتي لتأخري عليكم، فغيرتم، وبدلتم.
{وَأَلْقَى الْأَلْواحَ} أي: على الأرض طرحها من شدة الغضب حمية للدين، فتكسرت، وكانت سبعة ألواح، فرفع منها ستة أسباع بسبب الكسر، وبقي سبع واحد، فرفع منها ما كان من أخبار