للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي. {وَيَغْفِرْ:} مضارع معطوف على ما قبله، وفاعله يعود إلى ربنا. {لَنا:} متعلقان بما قبلهما. {لَنَكُونَنَّ:} مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي هي حرف لا محل له، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره: «نحن». {مِنَ الْخاسِرِينَ:} متعلقان بمحذوف خبره، واللام واقعة في جواب القسم المحذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب القسم المحذوف، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه، انظر الآية رقم [٩٩]. هذا؛ وعلى قراءة الفعلين بالتاء يكون الفاعل مستترا تقديره: «أنت»، ويكون {رَبُّنا} منادى حذف منه حرف النداء، والكلام على القراءتين، وعلى الإعرابين في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ جواب لما لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله في الآية السابقة لا محل له مثله. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَلَمّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اِسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ (١٥٠)}

الشرح: {وَلَمّا رَجَعَ مُوسى..}. إلخ: رجع من طور سيناء. {غَضْبانَ:} لما فعلوه من عبادة غير الله، وكان الله سبحانه قد أخبره بذلك قبل رجوعه، كما سيأتي في سورة (طه)، وتعرفه إن شاء الله تعالى. هذا؛ و (رجع) يستعمل لازما كما في الآية، ومتعديا، كما في قوله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ..}. إلخ. {مُوسى:} انظر الآية رقم [١٠٢]. {قَوْمِهِ:} انظر الآية رقم [٣٢]. {أَسِفاً:} قال أبو الدرداء: الأسف: أشد الغضب، وقال ابن عباس، والسدي:

الأسف: الحزن، والأسيف: الحزين. قال الواحدي: والقولان متقاربان؛ لأن الغضب من الحزن، والحزن من الغضب، فإذا جاءك ما تكره ممن هو دونك غضبت، وإذا جاءك ما تكره ممن هو فوقك حزنت. انتهى. خازن بتصرف. {قالَ:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} أي: بئس الفعل فعلتموه بعد ذهابي إلى مناجاة ربي! وهذا الخطاب يحتمل أن يكون لعبدة العجل من السامري، وأتباعه، أو لهارون، والمؤمنين الذين لم يعبدوا العجل، ويكون المراد: حيث لم تمنعوهم من عبادة غير الله تعالى. هذا؛ وانظر شرح (بئس) في الآية رقم [٤١] الأنفال {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} أي: أسبقتم بعبادة العجل ما أعطاني ربكم من التوراة التي فيها الهدى، والنور، وظننتم موتي لتأخري عليكم، فغيرتم، وبدلتم.

{وَأَلْقَى الْأَلْواحَ} أي: على الأرض طرحها من شدة الغضب حمية للدين، فتكسرت، وكانت سبعة ألواح، فرفع منها ستة أسباع بسبب الكسر، وبقي سبع واحد، فرفع منها ما كان من أخبار

<<  <  ج: ص:  >  >>