الشرح:{إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ..}. إلخ: هذه الآية وما بعدها يحتمل أن تكون من قول السحرة، ويحتمل أن تكون من قول الله تعالى، ومعنى الإتيان: الموت على الشرك، والموت على الإصرار على المعاصي، {فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ..}. إلخ: وهذا حال الكافر المكذب؛ إذا أدخل جهنم لا يخرج منها أبدا، ولا يموت فيها فيستريح، ولا يحيا حياة طيبة، ولا يعيش عيشة هنيئة. وانظر ما ذكرته في هذا الصدد في الآية رقم [١٧] من سورة (إبراهيم) عليه السّلام.، ولا تنس:
المطابقة بين {يَمُوتُ} و {يَحْيى}.
هذا؛ وألفت النظر إلى أن التعبير عن الكافرين يكثر بالظالمين، والمجرمين، والمعتدين، والفاسقين، والمسرفين، وغير هذا، ويتهددهم بالعذاب الأليم، ويتوعدهم بالعقاب الشديد، وإننا نجد الكثير من المسلمين يتصفون بهذه الصفات، فهل يوجه إليهم هذا التهديد وهذا الوعيد؟ الحق أقول: نعم يوجه إليهم ما ذكر، وهم أحق بذلك، ولا سيما من قرأ القرآن، واطلع على أحوال الأمم السابقة، وما جرى لهم مع رسلهم، والله أعلم. هذا؛ ويجوز في العربية فتح همزة (إن) الثانية وكسرها، انظر الآية رقم [٥٤] من سورة (الأنعام)، والآية رقم [٤] من سورة (الحج)، ولكني لم أطلع على قراءتين في هذه الآية.
الإعراب:{إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير الشأن اسمها. {مَنْ:} اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَأْتِ:} مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى {مَنْ}.
{رَبَّهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {مُجْرِماً:} حال من فاعل {يَأْتِ}. {فَإِنَّ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (إن):
حرف مشبه بالفعل. {لَهُ:} متعلقان بمحذوف خبر (إنّ) تقدم على اسمها. {جَهَنَّمَ:} اسمها مؤخر. {لا:} نافية {يَمُوتُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (من). {فِيها:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المجرور باللام، أو من جهنم؛ لأن في الجملة ضمير كل منهما، وجملة:{وَلا يَحْيى} مع المتعلق المحذوف معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها، والجملة الاسمية:{فَإِنَّ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو {مَنْ} مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان، وهو المرجح