سورة (العاديات) مكية في قول ابن مسعود، وجابر، والحسن، وعكرمة، وعطاء-رضي الله عنهم-ومدنية في قول ابن عباس، وأنس، ومالك، وقتادة-رضي الله عنهم-. وهي إحدى عشرة آية، وأربعون كلمة، ومئة وثلاثة وستون حرفا.
الشرح: المراد بهذه الآيات: الخيل؛ التي تعدو في سبيل الله، فتضبح. قال قتادة: تضبح إذا عدت؛ أي: تحمحم. قال الفراء: الضبح: صوت أنفاس الخيل إذا عدون. وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس، والكلب، والثعلب. قال ابن العربي: أقسم الله بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، فقال: {يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} وأقسم بحياته فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} الآية رقم [٧٢] من سورة (الحجر)، وأقسم بخيله، وصهيلها، وغبارها، وقدح حوافرها النار من الحجر، فقال:{وَالْعادِياتِ..}. إلخ. وعن ابن عباس-رضي الله عنهما- أنه حكى الضبح: أح أح. قال عنترة:[مجزوء الكامل]
والخيل تكدح حين تض... بح في حياض الموت ضبحا
وقال آخر:[الخفيف]
لست بالتّبّع اليمانيّ إن لم... تضبح الخيل في سواد العراق
وقال أهل اللغة في بيان: أن العاديات الخيل: [الرجز]
وطعنة ذات رشاش واهيه... طعنتها عند صدور العاديه
وإنما تضبح الحيوانات المذكورة إذا تغيرت حالها من فزع، أو تعب، أو طمع. وممن قال العاديات: الخيل ابن عباس، وأنس، والحسن، ومجاهد. وهناك قول ثان: إنها الإبل. قال الشعبي: فتمارى علي، وابن عباس-رضي الله عنهما-في العاديات، فقال عليّ-رضي الله عنه-: هي الإبل تعدو في الحج. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هي الخيل، ألا تراه