للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {لِأَقْرَبَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للصفة ووزن: «أفعل». {مِنْ:}

حرف جر. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر ب‍: {مِنْ،} والهاء حرف تنبيه لا محل له، والجار والمجرور متعلقان ب‍: (أقرب). {رَشَداً:} تمييز. وقيل: مفعول مطلق على تفسيره ب‍: «هداية»، وهو ضعيف.

{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَاِزْدَادُوا تِسْعاً (٢٥)}

الشرح: {وَلَبِثُوا..}. إلخ: أي: أقاموا في كهفهم. قال الخازن: قيل: هذا خبر عن قول أهل الكتاب، ولو كان خبرا من الله عن قدر لبثهم، لم يكن لقوله: {قُلِ اللهُ أَعْلَمُ..}. إلخ وجه، وقد رد قولهم به. والأصح: أنه إخبار من الله تعالى عن قدر لبثهم في الكهف، ويكون المعنى:

إن نازعوك في مدة لبثهم في الكهف فقل أنت: الله أعلم منكم، وقد أخبر بمدة لبثهم. وقيل: إن أهل الكتاب قالوا: إن المدة من حين دخلوا الكهف إلى يومنا هذا، وهو اجتماعهم بالنبي صلّى الله عليه وسلّم ثلاثمائة وتسع سنين فرد الله عليهم بذلك. وقال {قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا} يعني بعد قبض أرواحهم إلى يومنا هذا لا يعلمه إلا الله تعالى. انتهى.

هذا؛ و {ثَلاثَ مِائَةٍ} المراد: السنوات الشمسية، وهي بالقمرية تزيد تسع سنين، والمسلمون يعتمدون عليها في عبادتهم، ومعاملاتهم، وعدد نسائهم، وفي جميع أحوالهم، وتصرفاتهم.

هذا، ويقرأ بتنوين «مائة»، وبغير تنوين بالإضافة لسنين، وهو ضعيف في الاستعمال؛ لأن «مائة» تضاف إلى المفرد. قال ابن مالك رحمه الله في ألفيته: [الرجز]

ومائة والألف للفرد أضف... ومائة بالجمع نزرا قد ردف

وهو محمول على الأصل، والأصل إضافة العدد إلى الجمع، ويقوي ذلك أن علامة الجمع هنا جبر لما دخل السنة من الحذف، فإنها تتمة الواحد. انتهى عكبري. والذي حذف من السنة هو لامها كما هو معروف في الإعلال وهل أصلها سنة، أو سنو؟ خلاف، وجمعها على الأول: سنهات وعلى الثاني: سنوات. وكلاهما جمع مؤنث سالم، والنسبة إليها سنوي، أو سنهي، وتجمع بالواو، والنون، أو بالياء والنون على أنها ملحقة بجمع المذكر السالم، كما في الآية الكريمة، وكثير غيرها، وكسرت السين في سنين؛ لتدل على أنه جمع على غير الأصل؛ لأن كل ما جمع جمع السلامة، لا يتغير فيه بناء الواحد، فلما تغير بناء الواحد في هذا الجمع بكسر أوله، وقد كان مفتوحا في الواحد، علم: أنه جمع على غير أصله؛ لذا فإنه يلحق بجمع المذكر السالم إلحاقا.

الإعراب: {وَلَبِثُوا:} الواو: حرف استئناف. (لبثوا): ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فِي كَهْفِهِمْ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {ثَلاثَ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>