للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{جاءَهُمْ:} جاء: يستعمل لازما، إن كان بمعنى حضر، وأقبل، ومتعديا إن كان بمعنى وصل، وبلغ، فمن الأول قوله تعالى: {إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} ومن الثاني الآية الكريمة، ومثلها كثير. {يَأْتِيهِمْ:} انظر الآية السابقة. {أَنْبؤُا:} انظر الآية رقم [٥/ ١٤]، ومعنى {فَسَوْفَ..}. إلخ أي: سيظهر لهم عاقبة استهزائهم عند نزول العذاب بهم يوم القيامة، أو حين يعلو شأن الإسلام وتنزل بهم الذلة والمهانة. وقد حقق الله وعده، ونصر عبده، وأعز جنده.

الإعراب: {فَقَدْ:} الفاء: حرف استئناف. قد: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال.

{كَذَّبُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب:

{آمَنُوا} في الآية رقم [٥/ ١]، {بِالْحَقِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {لَمّا:} ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل قبله، وجملة: {جاءَهُمْ:} في محل جر بإضافة:

{لَمّا} إليها. والجملة الفعلية: {فَقَدْ كَذَّبُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، وقال السفاقسي وغيره:

معطوفة على ما قبلها، وقول الزمخشري: الجملة جواب شرط مقدر، أي: إن كانوا معرضين عن الآيات؛ فلا تعجب، فقد كذبوا بما هو أعظم آية وأكبرها. ففيه تكلف لا يخفى. انتهى جمل بتصرف. {فَسَوْفَ:} الفاء: حرف استئناف. (سوف): حرف استقبال. {يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ:} مضارع ومفعوله وفاعله، وانظر الآية السابقة، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، و {يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ:} مضاف، و {ما:} مبنية على السكون في محل جر بالإضافة، وهي موصولة، أو موصوفة. {كانُوا:} ماض ناقص، والواو اسمه. {بِهِ:} متعلقان بالفعل بعدهما، وجملة: {بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:} في محل نصب خبر كان، وجملة: {كانُوا..}. إلخ صلة {ما،} أو صفتها، والعائد أو الرابط الضمير المجرور محلا بالباء، ولا يصح اعتبار: {ما} مصدرية لعود الضمير عليها وهي حرف، وجوز ابن عطية اعتبارها مصدرية. وعليه فالضمير يعود على (الحق) وعند الأخفش يعود إليها الضمير؛ لأنها عنده اسم. انتهى جمل بتصرف.

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (٦)}

الشرح: {يَرَوْا:} ينظروا، وهو معلق عن العمل بما بعده، وإعلاله مثل إعلال: {عَصَوْا} في الآية رقم [٥/ ٧٨]، {قَرْنٍ:} بفتح القاف وسكون الراء، مائة سنة على الصحيح، وقيل:

ثمانون، وقيل: ثلاثون، ويقال: القرن في الناس: أهل زمان واحد، وهو المراد في الآية الكريمة، وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «خير القرون قرني... إلخ». ومنه قول الشاعر: [الطويل]

إذا ذهب القرن الذي أنت فيهمو... وخلّفت في قرن فأنت غريب

<<  <  ج: ص:  >  >>