والفعل من بعد الجزا إن يقترن... بالفا أو الواو بتثليث قمن
وجزم أو نصب لفعل إثر فا... أو واو أن بالجملتين اكتنفا
وانظر آية البقرة رقم [٢٨٣]. وعلى قراءة النصب تؤول «أن» المضمرة مع الفعل المضارع بمصدر معطوف على مصدر متوهم من الفعل السابق، التقدير: أو يقع إيباق، وعفو، وعلم.
وعلى رفع (يعلم) فالفاعل يعود إلى المبتدأ المقدر، والموصول مفعول به. وعلى النصب، والجزم فالموصول فاعل به. وجملة:{يُجادِلُونَ} صلة الموصول، لا محلّ لها. {فِي آياتِنا:}
متعلقان بما قبلهما. و (نا): في محل جر بالإضافة. {ما:} نافية. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة. {مَحِيصٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية مستأنفة على قراءة الرفع، واعتبار الفاعل عائدا على المبتدأ، وفي محل نصب مفعول به على اعتبار الموصول فاعلا، ويكون الفعل معلقا على العمل بسبب (ما) النافية، وعلى الاعتبارين فالفعل من المعرفة، لا من العلم.
الشرح:{فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ} أي: من منافع الدنيا، كالمأكل، والمشرب، والملبس، والمنكح، والمسكن، والمركب. {فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا:} فإنما هو متاع في أيام قليلة تنقضي، وتذهب، فلا ينبغي أن يتفاخر به؛ لأنّه ظل زائل، وعرض حائل، وعارية مستردة. {وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى} أي: وما عند الله من الثواب، والنعيم خير من الدنيا وما فيها؛ لأنّ نعيم الآخرة دائم مستمر، فلا تقدموا الفاني على الباقي. {لِلَّذِينَ آمَنُوا} أي: للذين صدقوا الله ورسوله، وصبروا على ترك الملاذ في الدنيا. {وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} أي: توكلوا، واعتمدوا على الله وحده في جميع أمورهم، وهو كقوله تعالى في سورة (يوسف) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام رقم [٥٧]: {وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ}. هذا؛ وقال القرطبي وغيره: نزلت الآية الكريمة في أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-حين أنفق جميع ماله في طاعة الله تعالى، فلامه الناس على ذلك، وجاء في الحديث: أنّه أنفق ثمانين ألفا.
الإعراب:{فَما:} الفاء: حرف استئناف. (ما): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان، تقدم على الفعل ومفعوله الأول؛ لأنّ الشرط له صدر الكلام. {أُوتِيتُمْ:} فعل ماض مبني للمجهول، مبني على السكون، والتاء نائب فاعله، وهو المفعول الأول. {مِنْ شَيْءٍ:}