للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {أَفَلا:} الهمزة: حرف استفهام، وتوبيخ. الفاء: حرف عطف. (لا): نافية.

{يَنْظُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {إِلَى الْإِبِلِ:} متعلقان بما قبلهما. {كَيْفَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال من نائب فاعل {خُلِقَتْ} بعده، تقدم على صاحبه، وعامله. {خُلِقَتْ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل يعود إلى {الْإِبِلِ،} والجملة الفعلية في محل جر بدل اشتمال من الإبل، والجملة الفعلية: {يَنْظُرُونَ..}. إلخ معطوفة على جملة محذوفة.

وتقدير الكلام: أينكرون، فلا ينظرون إلى الإبل كيفية خلقها؟! والجمل بعدها معطوفة عليها، وهي مثلها في الإعراب، والتقدير؛ إذ التقدير: وينظرون إلى السماء كيفية رفعها... إلخ. هذا؛ ومثل هذه الآيات في إبدال الجملة مما قبلها، قوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [٢٥٨]:

{وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها،} فالجملة الفعلية: {كَيْفَ نُنْشِزُها} بدل اشتمال من العظام، التقدير: وانظر إلى العظام كيفية نشزها، وأيضا قوله تعالى في سورة (الفرقان) رقم [٤٥]: {أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} التقدير: ألم تر إلى ربك كيفية مده الظل؟ وأيضا قول الفرزدق-وهو الشاهد رقم [٣٧٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: إعراب شواهد مغني اللبيب-: [الطويل]

إلى الله أشكو بالمدينة حاجة... وبالشّام أخرى كيف يلتقيان

{فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلاّ مَنْ تَوَلّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (٢٤) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (٢٦)}

الشرح: {فَذَكِّرْ..}. إلخ: أي: فذكرهم يا محمد، وعظهم إنما أنت مذكر، وواعظ، ومخوف. {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} أي: لست عليهم بمسلط، فتقتلهم، أو تكرههم على الإيمان.

وهذه الآية، وأمثالها منسوخ بآية السيف. انظر آخر سورة (الطارق) القريبة منك. والمسيطر:

القاهر الغالب، من: سيطر عليه: إذا راقبه، وحفظه، أو قهره. ولم يأت على: «مفيعل» إلا خمسة ألفاظ: أربعة صفة اسم فاعل، وهي مهيمن، ومبيقر، ومبيسط، ومبيطر، وواحد اسم جبل، وهو: المجيمر. قال امرؤ القيس في معلقته رقم [٨٩]: [الطويل]

كأنّ ذرى رأس المجيمر غدوة... من السّيل والإغثاء فلكة مغزل

هذا؛ ويقرأ بالسين، والصاد، ومثله: (المسيطرون) في سورة (الطور). هذا؛ وفي الصحاح: المسيطر، والمصيطر: المسلط على الشيء؛ ليشرف عليه، ويتعهد أحواله، ويكتب أعماله، وأقواله. ولم يرد هذا اللفظ في غير هذه السورة، وفي سورة (الطور)، والآية مثل قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>