للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من العمل. ويجمع باطل على أباطيل شذوذا، كما شذ: أحاديث، وأعاريض، وأفاظيع في جمع: حديث، وعريض، وفظيع. هذا؛ ومبطل: اسم فاعل من أبطل الرباعي، وانظر شرح (الحق) في الآية رقم [٨٤] الآتية.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {خَلَقْنَا:} فعل، وفاعل.

{السَّماءَ:} مفعول به. (الأرض): معطوف على ما قبله. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على {السَّماءَ وَالْأَرْضَ}. {بَيْنَهُما:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {باطِلاً:} يجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف، التقدير: خلقا باطلا، أو هو حال من فاعل: {خَلَقْنَا} أي: مبطلين، أو ذوي باطل، ويجوز أن يكون مفعولا لأجله، أي: للباطل، وهو العبث، وجملة: {وَما خَلَقْنَا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {ظَنُّ:} خبره، وهو مضاف، و {الَّذِينَ:} مبني على الفتح في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {فَوَيْلٌ:} الفاء: حرف عطف. (ويل): مبتدأ. {لِلَّذِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبره، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول. {مِنَ النّارِ:}

متعلقان بمحذوف خبر ثان، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ (٢٨)}

الشرح: قيل: إن كفار قريش قالوا للمؤمنين: إنما نعطى في الآخرة من الخير ما تعطون.

وهذا على فرض وتقدير الآخرة في زعمهم؛ إن كان هناك آخرة، بل إنهم يرون: أنهم يكونون في الآخرة على فرض وجودها أسعد حظا، وأوفر نصيبا من الفقراء المؤمنين، وهذا على زعمهم أن السعيد في الدنيا يكون سعيدا في الآخرة، وهذا الادعاء رده الله على العاصي بن وائل، وأمثاله في الآيات رقم [٧٧ - ٧٩] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا} هذا؛ والمراد: بالذين آمنوا، والمتقين أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد بالمفسدين، والفجار: كفار قريش، وهو يشمل كل مؤمن، وفاجر، ومفسد إلى يوم القيامة؛ لأن خصوص السبب لا يمنع التعميم، كما قررته مرارا، وتكرارا. هذا؛ ولا تنس: الاحتراس، وهو ذكر العمل الصالح مقرونا بالإيمان، وقد نبهت عليه مرارا.

<<  <  ج: ص:  >  >>