للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها..}. إلخ أي: بسبب ما يكابدون لجمعها، وحفظها من المصاعب، وما يرون فيها من المشاق، والشدائد، والمتاعب، فإن كثرة الأولاد والمال؛ تسبب للإنسان كثرة الهموم والمتاعب، ويزداد الحزن والغم؛ بسبب المصائب الواقعة فيهما، وإنما خص الكافر والمنافق بذكر هذا التعذيب مع كونه يحصل للمؤمن شيء من ذلك؛ لأن الكافر، والمنافق لا يعتقدان أن الآخرة لهما، وأنها ليس فيها ثواب، بخلاف المؤمن، فهو يؤمن بالآخرة، والثواب فيها، كما يؤمن بالجزاء الذي وعده الله للصابرين على البلاء، والمصائب. و {وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ}: والمعنى: أنهم يموتون على الكفر، فيكون عذابهم في الآخرة أشد، وأقسى من عذاب الدنيا، والزهوق: الخروج بصعوبة، وفعله من باب فتح، وقد يأتي من باب فرح. بعد هذا انظر (العجب) في الآية رقم [٦٣] (الأعراف). وشرح الأموال في الآية رقم [٢٨] الأنفال، {يُرِيدُ}: انظر إعلال مثله في الآية رقم [٥١] وشرحه في الآية رقم [٨٩] (الأعراف)، {الْحَياةِ الدُّنْيا}: انظر الآية رقم [٢٩] من سورة (الأنعام).

الإعراب: {فَلا}: الفاء: حرف استئناف. (لا): ناهية. {تُعْجِبْكَ}: مضارع مجزوم بلا الناهية، والكاف: مفعول به. {أَمْوالُهُمْ}: فاعله. {وَلا}: الواو: حرف عطف. (لا):

معطوفة على ما قبلها، ومعناها النهي لا النفي. {أَوْلادُهُمْ}: معطوف على ما قبله، فهو داخل في الفاعلية، والهاء: فيهما في محل جر بالإضافة والميم: علامة جمع الذكور، والجملة الفعلية: {فَلا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِنَّما}: كافة ومكفوفة. {يُرِيدُ اللهُ}: فعل وفاعل. {لِيُعَذِّبَهُمْ}: اللام: زائدة قائمة مقام «أن»، ويقال: «أن» مضمرة بعدها، (يعذبهم):

مضارع منصوب ب‍ «أن» المضمرة بعد اللام، والهاء: مفعول به. {بِها}: متعلقان بالفعل قبلهما. {فِي الْحَياةِ}: متعلقان بالفعل (يعذب) وقيل: متعلقان بالفعل {تُعْجِبْكَ}. {الدُّنْيا}:

صفة: {الْحَياةِ} مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، و «أن» المضمرة والفعل يعذب في تأويل مصدر في محل جر باللام لفظا، وهو في محل نصب مفعول به، وجملة: {إِنَّما يُرِيدُ..}. إلخ مفيدة للتعليل لا محل لها. {وَتَزْهَقَ}: معطوف على (يعذب) منصوب مثله. {أَنْفُسُهُمْ}: فاعله، والهاء: في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية: {وَهُمْ كافِرُونَ} في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالإضافة، والرابط: الواو، والضمير.

{وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦)}

الشرح: {وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ}: يقسم المنافقون بالله: إنهم من ملتكم، وإنهم مسلمون. {وَما هُمْ مِنْكُمْ}: نفي لإسلامهم، لكفر قلوبهم، وخبث نياتهم، {وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ}: يخافون منكم أن تظهروا على سرائرهم فتفعلوا بهم ما تفعلون بالمشركين، لذلك يتظاهرون بالإسلام تقية ووقاية من بطشكم بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>