للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَتَبارَكَ:} الواو: حرف استئناف. (تبارك): فعل ماض. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مُلْكُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محلّ لها. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله.

{وَما:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على ما قبله. {بَيْنَهُما:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {وَعِنْدَهُ:} الواو: حرف عطف. (عنده): ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {عِلْمُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {السّاعَةِ:} مضاف إليه، والجملة الاسمية معطوفة على جملة الصلة، لا محلّ لها مثلها. {وَإِلَيْهِ:} الواو: حرف عطف. (إليه): متعلقان بما بعدهما. {تُرْجَعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعل، أو نائب فاعل، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة، لا محلّ لها مثلها.

{وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦)}

الشرح: {وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ..}. إلخ: المراد: عيسى، وعزير، والملائكة؛ الذين عبدوا من دون الله. وعليه ف‍: {مِنْ} في محل جر بحرف جر محذوف، والمعنى عليه: ولا يملك هؤلاء الشفاعة إلاّ للذي شهد بالحق، وآمن على علم وبصيرة، قاله سعيد بن جبير وغيره. قال: وشهادة الحق: لا إله إلاّ الله. وقيل: المعنى: إنّ عزيرا، وعيسى، والملائكة هم الذين يشفعون؛ لأنهم يشهدون بالحق والوحدانية لله، وأما الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله، فإنها لا تشفع لعابديها.

{وَهُمْ يَعْلَمُونَ:} حقيقة ما شهدوا به. وقيل: إنها نزلت بسبب: أنّ النضر بن الحارث، ونفرا من قريش قالوا: إن كان ما يقول محمد حقا؛ فنحن نتولّى الملائكة، وهم أحقّ بالشفاعة لنا منه، فأنزل الله: {وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ..}. إلخ؛ أي: اعتقدوا: أنّ الملائكة، أو الأصنام، أو الجن، أو الشياطين تشفع لهم، ولا شفاعة لأحد يوم القيامة. هذا؛ وقوله تعالى: {يَعْلَمُونَ} يدلّ على معنيين:

أحدهما: أنّ الشفاعة بالحق غير نافعة إلاّ مع العلم، وأنّ التقليد لا يغني مع عدم العلم بصحة المقالة. الثاني: أنّ من شرط سائر الشهادات في الحقوق، وغيرها أن يكون الشاهد عالما بها، ونحوه ما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا رأيت مثل الشمس فاشهد وإلاّ فدع». انتهى. قرطبي وانظر الشفاعة في سورة (الزمر) رقم [٤٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>