للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة (النمل) وغيرها، وتكرار اسم الإشارة لإظهار مزيد العناية بشأن المشار إليهم، وأنهم جديرون بذلك الفضل: الذي خصهم الله به، ومنحهم إياه، ومثل هذه الآية في (البقرة) رقم [٥].

الإعراب {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {عَلى هُدىً:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، التقدير: كائنون على هدى ونحوه، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والألف الثابتة دليل عليها، وليست عينها. {مِنْ رَبِّهِمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {هُدىً،} أو بمحذوف صفة له، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وأجيز اعتبار:

{الَّذِينَ} ... إلخ مبتدأ، والجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}. إلخ في محل رفع خبره، وهو وجه ضعيف فيما يظهر. {أُولئِكَ:} مبتدأ مثل سابقه. {رَبِّهِمْ:} ضمير فصل لا محل له من الإعراب.

{الْمُفْلِحُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. هذا؛ ويجوز اعتبار الضمير مبتدأ ثانيا، و {الْمُفْلِحُونَ} خبره، والجملة الاسمية هذه في محل رفع خبر المبتدأ الأول، وعلى الوجهين فالجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}. إلخ معطوفة على سابقتها على الوجهين المعتبرين فيها.

{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦)}

الشرح: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ:} نحو السمر بالأساطير، والأحاديث التي لا أصل لها، والتحدث بالخرافات، والمضاحيك، وفضول الكلام، وما لا ينبغي من القول، والفعل، ونحو الغناء، وتعلم الموسيقى، وما أشبه ذلك. وفي الجملة هو كل باطل ألهى عن طاعة الله، ومنع من الخير.

وقيل: نزلت الآية في النضر بن الحارث بن كلدة، وكان يتجر إلى فارس، فيشتري كتاب الأعاجم، فيحدث بها قريشا، ويقول: إن كان محمد يحدثكم بحديث عاد، وثمود، فأنا أحدثكم بأحاديث رستم، وبهرام، والأكاسرة، وملوك الحيرة، فيستملحون حديثه، ويتركون استماع القرآن. وقيل: كان يشتري المغنيات، فلا يظفر بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته، فيقول: أطعميه، واسقيه، وغنيه. ويقول: هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة، والصيام، وأن تقاتل بين يديه.

وقيل: هو شراء القينات، والمغنين. فيكون معنى الآية: ومن الناس من يشتري ذات لهو، أو ذا لهو الحديث. وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي أمامة-رضي الله عنه-قال: قال

<<  <  ج: ص:  >  >>