للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجوابه، الغرض منها الاحتراس كما رأيت. {فَلا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لا):

نافية. {يَخافُ:} مضارع مرفوع، والفاعل يعود إلى من، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط، وبعضهم يقدر «فهو لا يخاف» أي: إنها خبر لمبتدإ محذوف، وعليه فالجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط. هذا؛ ويقرأ بجزم الفعل على اعتبار (لا) ناهية. {ظُلْماً:} مفعول به.

{وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): صلة لتأكيد النفي. {هَضْماً:} معطوف على ما قبله، وخبر المبتدأ الذي هو من مختلف فيه، كما رأيت في الآية رقم [٧٤] والجملة الاسمية: {وَمَنْ يَعْمَلْ..}.

إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (١١٣)}

الشرح: {وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ:} الضمير يعود إلى (القرآن) وإن لم يتقدم له ذكر للإيذان بعلوّ شأنه، وكونه مركوزا في العقول، حاضرا في الأذهان. {قُرْآناً عَرَبِيًّا} أي: بلغة العرب ليفهموه، ويقفوا على ما فيه من النظم المعجز الدال على كونه خارجا عن طوق البشر، نازلا من عند خلاق القوى، والقدر. وانظر ما ذكرته في شرح هذين اللفظين في الآية رقم [٢] من سورة (يوسف) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف ألف صلاة، وألف ألف سلام.

{وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} أي: بينا ما فيه من التخويف، والتهديد، وبيان الثواب، والعقاب، ويدخل تحت الوعيد بيان الفرائض، والأحكام؛ لأن الوعيد بهما يتعلق. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٤١] من سورة (الإسراء). {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ:} المعاصي؛ أي: يبتعدون عنها، فتصير التقوى ملكة راسخة فيهم. وانظر شرح (التقوى) في الآية رقم [٢] من سورة (النحل). {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً:} عظة، واعتبارا حين يسمعون آياته، وزواجره، ولهذه النكتة أسند التقوى إليهم، والإحداث إلى القرآن. وانظر تفسيره في الآية رقم [٩٩].

بعد هذا انظر مثل هذا الترجي في الآية رقم [٤٤] وشرح (نا) في الآية رقم [٤٩] من سورة (مريم) عليها السّلام وشرح الوعد، والوعيد في الآية رقم [٥٣] منها. وانظر «أنزل، ونزّل» في الآية رقم [٢].

الإعراب: {وَكَذلِكَ:} الواو: حرف عطف. (كذلك): جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده: التقدير: أنزلناه إنزالا كائنا مثل ما قصصنا عليك أخبار الأمم السابقة. {أَنْزَلْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به. {قُرْآناً:} حال موطئة؛ إذ المقصود الصفة، وهي {عَرَبِيًّا} ولذا جاز وقوعه حالا، وهو جامد كما ترى، والجملة الفعلية معطوفة على ما في الآية رقم [٩٩] {وَصَرَّفْنا:} فعل، وفاعل. {فِيهِ:} متعلقان به، {مِنَ الْوَعِيدِ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>