للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَخُذْ:} الواو: حرف عطف. (خذ): فعل أمر، وفاعله مستتر، تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {اُرْكُضْ..}. إلخ. قاله الزمخشري، وغيره. وقال الجمل:

معطوفة على مقدر تقديره: وكان قد حلف ليضربن امرأته مئة ضربة لسبب حصل منها، وكانت محسنة، فجعل الله له خلاصا من يمينه بقوله: {وَخُذْ بِيَدِكَ..}. إلخ. {بِيَدِكَ:} متعلقان بما قبلهما، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {ضِغْثاً:} مفعول به، وجملة: {فَاضْرِبْ بِهِ} معطوفة على ما قبلها، والمفعول به محذوف، تقديره: اضرب به امرأتك، (لا تحنث):

فعل مضارع مجزوم ب‍: (لا) الناهية، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». والمتعلق محذوف، التقدير: ولا تحنث في يمينك، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها. {وَجَدْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به أول.

{صابِراً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية: {إِنّا..}.

إلخ تعليل للأمر، لا محل لها. {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّابٌ:} انظر الآية رقم [٣٠] ففيها الكفاية.

{وَاُذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (٤٥) إِنّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (٤٧)}

الشرح: {وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ..}. إلخ: الأمر والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمعنى: اذكر صبرهم، واقتد بهم، فإبراهيم ألقي في النار فصبر، وإسحاق أضجع للذبح (في قول) فصبر، ويعقوب ابتلي بفقد ولده، وذهاب بصره (في قول) فصبر، وقد مرّت سيرهم، وقصصهم في كثير من السور. {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ:} أولي القوة في العبادة، والطاعة، والبصيرة في الدين. أو:

أولي الأعمال الجليلة، والعلوم الشريفة. فعبر بالأيدي عن الأعمال؛ لأن أكثرها بمباشرتها، وبالأبصار عن المعارف؛ لأنها أقوى مبادئها. وانظر الآية رقم [١٧]. {إِنّا أَخْلَصْناهُمْ} أي:

اصطفيناهم، وجعلناهم خالصين لنا. {بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدّارِ:} قيل: معناه: أخلصناهم بحب الآخرة، وذكراها. وقال مجاهد: أي: جعلناهم يعملون للآخرة لا همّ لهم غيرها. وقال مالك بن دينار: نزع الله من قلوبهم حب الدنيا، وذكرها، وأخلصهم بحب الآخرة، وذكرها.

{وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ} أي: المختارين من بين أبناء جنسهم، فاختارهم الله تعالى، واتخذهم صفوة، وصفّاهم، وطهرهم من الأدناس، والأكدار، والأرجاس. والإضافة في قوله:

{عِبادَنا} إضافة تعظيم، وتبجيل، والعندية عندية تكريم وتعظيم. هذا؛ ولا تنس: استعارة الأيدي للقوة في العبادة، واستعارة الأبصار للبصيرة في الدين.

الإعراب: {وَاذْكُرْ:} الواو: حرف عطف. (اذكر): فعل أمر، وفاعله تقديره: «أنت».

{عِبادَنا:} مفعول به، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {إِبْراهِيمَ:} وما بعده بدل من:

{عِبادَنا،} أو عطف بيان، وقرئ: «(عبدنا)» فيكون {إِبْراهِيمَ} بدلا منه، و (إسحاق) معطوفا على

<<  <  ج: ص:  >  >>