للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبادة بن الصامت-رضي الله عنه-أنه قال: (إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، ينفذهم، ويسمعهم الداعي، ويقول الله: {هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} اليوم لا ينجو منّي جبّار عنيد، ولا شيطان مريد). أخرجه ابن أبي حاتم، وانظر (جمع) في سورة (المعارج) رقم [١٨].

الإعراب: {هذا يَوْمُ:} مبتدأ، وخبر، و {يَوْمُ} مضاف، و {الْفَصْلِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، انظر تقديره في الشرح. {جَمَعْناكُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من يوم الفصل، والرابط محذوف، التقدير: جمعناكم فيه، والعامل في الحال اسم الإشارة، مثل قوله تعالى: {وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً،} {وَهذا بَعْلِي شَيْخاً،} وقيل: مفسرة موضحة لقوله: {هذا يَوْمُ الْفَصْلِ}. {وَالْأَوَّلِينَ:}

معطوف على (الكاف)، أو هو مفعول معه، فهو منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم.

{فَإِنْ:} الفاء: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {كانَ:} فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانَ} تقدم على اسمها. {كَيْدٌ:} اسمها مؤخر، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال:

لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَكِيدُونِ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (كيدون): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة، المدلول عليها بالكسرة مفعول به، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف بالنسبة لما قبله، وهو في محل نصب مقول القول للقول المحذوف. {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} انظر رقم [١٥].

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَواكِهَ مِمّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاِشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣) إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٥)}

الشرح: لما ذكر الله في سورة (الدهر) السابقة أحوال الكفار في الآخرة على سبيل الاختصار، وأطنب في ذكر أحوال المؤمنين الأبرار فيها؛ ذكر في هذه السورة أحوال الكفار على سبيل الإطناب، وأحوال المؤمنين على سبيل الإيجاز، فوقع التعادل بين السورتين. انتهى جمل نقلا من البحر.

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ} أي: الذين خافوا ربهم في الدنيا، واتقوا عذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. {فِي ظُلَلٍ} أي: تكاثف أشجار؛ إذ لا شمس يظل من حرها. {وَعُيُونٍ:} من ماء، وعسل، ولبن، وخمر، كما قال تعالى في سورة (محمد صلّى الله عليه وسلّم) رقم [١٥]: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>