للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحابيا، فإن اجتمع به؛ وهو غير مؤمن؛ لا يقال عنه: صحابي؛ وإن آمن، وأسلم بعد وفاته صلّى الله عليه وسلّم كالذي حصل من كعب الأحبار، وأمثاله.

{السَّعِيرِ:} النار الشديدة الاستعار؛ أي: الاحتراق، يقال: سعرت النار، فهي مسعورة، وسعير، مثل مقتولة، وقتيل، والسّعير: واد من أودية جهنم، أو دركة من دركاتها، وطبقاتها.

والسّعير كزبير بصيغة المصغر: اسم صنم لبني عنزة، قال رشيد بن رميض العنزي: [الوافر]

حلفت بمائرات حول عوض... وأنصاب تركن لدى السّعير

ف‍: «عوض» عندهم: صنم صغير، والسّعير: صنم كبير، وخرج ابن أبي حلاس الكلبي على ناقته، فمرت به على ذلك الصنم، وقد ذبحت عنده قبيلة عنزة، فنفرت ناقته من الصنم، فأنشأ يقول: [الكامل]

نفرت قلوصي من عتائر صرّعت... حول السّعير يزوره ابنا يقدم

وجموع يذكر مهطعين جنابه... ما إن يحير إليهم بتكلّم

قال أبو المنذر: «يقدم» و «يذكر» ابنا عنزة، فرأى هؤلاء يطوفون حول السّعير. انتهى. بغدادي.

الإعراب: {فَاعْتَرَفُوا:} (الفاء): حرف استئناف. (اعترفوا): فعل ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مستأنفة، وهي من مقول قول الله تعالى. {بِذَنْبِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَسُحْقاً:} (الفاء): حرف عطف. (سحقا):

فيه وجهان: أحدهما هو مفعول به لفعل محذوف، التقدير: ألزمهم الله سحقا، والثاني: أنه مفعول مطلق لفعل محذوف أيضا، التقدير: سحقهم الله سحقا، فناب المصدر عن عامله في الدعاء، نحو: جدعا له، وعقرا! فلا يجوز إظهار عامله. {لِأَصْحابِ:} متعلقان ب‍: (سحقا)، أو بمحذوف صفة له، و (أصحاب): مضاف، و {السَّعِيرِ:} مضاف إليه، واللام في: {لِأَصْحابِ} للبيان، كما في هيت لك.

{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} أي: يخافون ربهم، ويطيعونه؛ ولم يروه، أو يخافونه في الخلوة بحيث لا يراهم أحد؛ إذا ألقوا الستر، وأغلقوا الباب. وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه». وروي عن العباس بن عبد المطلب-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا اقشعرّ جلد العبد من خشية الله؛ تحاتّت عنه ذنوبه كما يتحاتّ عن الشجرة اليابسة ورقها». رواه البيهقي. وإن أردت الزيادة فانظر سورة (الرحمن) رقم [٤٦]. هذا؛ و (الغيب): ما غاب عن الإنسان، ولم تدركه حواسه. قال الشاعر: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>