للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمير فقط. {مِنْهُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وأجيز اعتبار (من) بمعنى اللام، فتتعلق ب‍: {خِطاباً} بعدهما، فيكون التقدير: لا يملكون خطابا له. {خِطاباً:} مفعول به، وهذا الإعراب إنما هو على قراءة حفص، وخذ ما يلي:

فقد قرئ برفع: «(ربّ)» و (الرحمن) وفي إعرابهما وجهان: الوجه الأول: اعتبار (ربّ) مبتدأ، و (الرحمن) خبرا له، والوجه الثاني: اعتبار: (ربّ) خبرا لمبتدأ محذوف، و «(الرحمن)» بدلا منه. كما قرئ بجر: (رب) وإعرابه كما ذكرت، ورفع «(الرحمن)» وفي إعرابه وجهان: الوجه الأول اعتباره مبتدأ، والجملة الفعلية بعده خبره، والرابط الضمير المجرور ب‍: (من)، وعليه فالجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. والوجه الثاني: اعتبار (الرحمن) خبرا لمبتدأ محذوف، التقدير: هو الرحمن، والجملة الاسمية مستأنفة. والجملة الفعلية تحتمل وجهين: الاستئناف، والحالية من (الرحمن). كما قرئ برفع: «(ربّ)» على اعتباره خبرا لمبتدأ محذوف، وخفض:

(الرحمن) على اعتباره بدلا، أو نعتا ل‍: {رَبِّكَ} وعليه تكون الجملة الاسمية معترضة بين البدل، والمبدل منه، أو بين النعت، ومنعوته.

{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (٣٨)}

الشرح: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا:} المراد باليوم يوم القيامة بلا شك، واختلف في الروح على أقوال كثيرة. قيل: هو جبريل عليه السّلام. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-:

الروح ملك من الملائكة ما خلق الله مخلوقا أعظم منه، فإذا كان يوم القيامة قام وحده صفا، وقامت الملائكة كلهم صفا واحدا، فيكون من عظم خلقه مثلهم. وقال ابن مسعود-رضي الله عنه-: الروح ملك عظيم أعظم من السموات، والأرض، والجبال، وهو في السماء الرابعة، يسبح الله كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة، يخلق الله من كل تسبيحة ملكا يجيء يوم القيامة صفا وحده. وقيل: الروح خلق على صورة بني آدم، وليسوا بناس، يقومون صفا، والملائكة صفا، هؤلاء جند وهؤلاء جند. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: الروح خلق على صورة بني آدم، وما ينزل من السماء ملك، إلا ومعه واحد منهم. وعنه: أنهم بنو آدم، يقومون صفا، والملائكة صفا. وقيل: سماطان. سماط من الروح، وسماط من الملائكة. انتهى. خازن. وفي القرطبي أطول منه، وفي الكشاف أخصر منه.

والأظهر: أن المراد بالروح هنا: جبريل، عليه الصلاة والسّلام، كما قال سعيد بن جبير، والضحاك، ويؤيده قوله تعالى في سورة (الشعراء): {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} وانظر مثله في سورة (القدر)، وعلى هذا؛ فالروح من جملة الملائكة، فيكون قد ذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>