للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة (المائدة)، والآية رقم [١٥] من سورة (النساء). (اجلدوا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مستأنفة على قول سيبويه، وفي محل رفع خبر المبتدأ على قول المبرد، ومفسرة لا محل لها على قراءة النصب. {كُلَّ:} مفعول به، وهو مضاف، و {واحِدٍ} مضاف إليه. {مِنْهُما:} متعلقان بمحذوف صفة {واحِدٍ،} والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {مِائَةَ:} مفعول مطلق، أو نائب مفعول مطلق، و (مئة) مضاف، و {جَلْدَةٍ} مضاف إليه. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): ناهية جازمة. {تَأْخُذْكُمْ:} مضارع مجزوم ب‍: (لا) والكاف مفعول به. {بِهِما:} متعلقان بالفعل قبلهما، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {رَأْفَةٌ:} فاعل، والجملة الفعلية: {وَلا تَأْخُذْكُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها على جميع الوجوه المعتبرة فيها. {فِي دِينِ:} متعلقان بالفعل قبلهما أيضا، و {دِينِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه.

{إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {تُؤْمِنُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {بِاللهِ:} متعلقان بما قبلهما. {وَالْيَوْمِ:} معطوف على لفظ الجلالة. {الْآخِرِ:} صفة اليوم، وجملة: {تُؤْمِنُونَ..}.

إلخ في محل نصب خبر (كان) وجملة: {كُنْتُمْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه. {وَلْيَشْهَدْ:} الواو: حرف عطف، أو استئناف. (ليشهد): مضارع مجزوم بلام الأمر. {عَذابَهُما:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {طائِفَةٌ:} فاعله. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:} متعلقان بطائفة، أو بمحذوف صفة لها، وجملة {وَلْيَشْهَدْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها.

{الزّانِي لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (٣)}

الشرح: قال الخازن-رحمه الله تعالى-: اختلف العلماء في معنى الآية، وحكمها، فقال قوم: قدم المهاجرون المدينة، وفيهم فقراء، لا مال لهم، ولا عشائر، وفي المدينة نساء بغايا، هن أخصب أهل المدينة، فرغب ناس من فقراء المسلمين في نكاحهن، لينفقن عليهم، فاستأذنوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك، فنزلت هذه الآية، فحرم على المؤمنين أن يتزوجوا تلك البغايا؛ لأنهنّ كنّ مشركات. وهذا قول مجاهد، وعطاء، وقتادة، والزهري، والشعبي، ورواية عن ابن عباس، -رضي الله عنهم أجمعين-.

<<  <  ج: ص:  >  >>