للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {قُلْ}: أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، {أَنْفِقُوا}: أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ أَنْفِقُوا} مستأنفة لا محل لها. {طَوْعاً}: صفة مفعول مطلق محذوف، أو هو حال على تأويله ب‍ «طائعين».

{أَوْ}: حرف عطف. {كَرْهاً}: معطوف على ما قبله. {لَنْ}: حرف نفي ونصب، ومعناه:

الحال لا الاستقبال هنا. {يُتَقَبَّلَ}: مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل محذوف؛ إذ التقدير:

لن يتقبل منكم ما تنفقونه. {مِنْكُمْ}: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} في محل نصب حال من واو الجماعة. والرابط: الضمير فقط. والتقدير: غير متقبل منكم إنفاقكم. {إِنَّكُمْ}: حرف مشبه بالفعل، والكاف: اسمها. {كُنْتُمْ}: ماض مبني على السكون، والتاء اسمه، والميم علامة جمع الذكور. {قَوْماً}: خبر كان. {فاسِقِينَ}: صفة:

{قَوْماً} منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، وجملة: {كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ} في محل رفع خبر إن، والجملة الاسمية: {إِنَّكُمْ..}. إلخ تعليل لعدم القبول لا محل لها.

{وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاّ وَهُمْ كارِهُونَ (٥٤)}

الشرح: {وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ..}. إلخ: أي: إن المانع من قبول نفقاتهم، وعدم إثابتهم عليها، هو كفرهم بالله ورسوله، هذا؛ ويقرأ «(يقبل)» بالتاء والياء، وبالبناء للمجهول؛ لأن النفقات مؤنث مجازي، وأيضا فصل بينها وبين الفعل، كما قرئ: «(يقبل)» بالبناء للمعلوم، ونصب نفقاتهم، فيكون الفاعل عائدا إلى الله، {وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَهُمْ كُسالى} أي: لا يأتون المسجد لأداء الصلاة إلا وهم كسالى متثاقلين، وإن كانوا في جماعة صلوا، وإن انفردوا في بيوتهم، أو غيرها لم يصلوا؛ لأنهم لا يرجون عليها ثوابا، ولا يخشون في تركها عقابا، وانظر الآية رقم [١٤٢] من سورة (النساء)، {وَلا يُنْفِقُونَ إِلاّ وَهُمْ كارِهُونَ}: وذلك لأنهم يعتقدون الإنفاق في سبيل الله مغرما، لا ثواب فيه، ومنعه مغنما، وانظر الصلاة والزكاة في الآية رقم [١٢].

تنبيه: أفادت الآية الكريمة وسابقتها أن أفعال الكافر إذا كانت برا، كصلة القرابة ونحوها، لا يثاب عليها، ولا ينتفع بها في الآخرة، بيد أنه يطعم بها في الدنيا، دليله ما رواه مسلم عن عائشة-رضي الله عنها-، قالت قلت: يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهليّة يصل الرّحم، ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: «لا ينفعه، إنه لم يقل يوما: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين». وروي عن أنس رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدّنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر؛ فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا؛ حتّى إذا أفضى إلى الآخرة، لم يكن له حسنة يجزى بها». وهذا نص، ثم قيل: هل

<<  <  ج: ص:  >  >>