للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محل جر بالإضافة، وجملة: {يَخافُونَ..}. إلخ في محل نصب حال ثانية من (الملائكة) والرابط:

الضمير فقط، أو هي حال من واو الجماعة، فتكون حالا متداخلة، أو هي بدل من جملة: {لا يَسْتَكْبِرُونَ} لأن من خاف الله لا يستكبر عن عبادته. (يفعلون): فعل، وفاعل. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {يُؤْمَرُونَ:} مضارع مبني للمجهول، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية صلة {ما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذي، أو شيئا يؤمرون به، وجملة: {وَيَفْعَلُونَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، على جميع الاعتبارات فيها.

{وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اِثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيّايَ فَارْهَبُونِ (٥١)}

الشرح: {وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ:} قال الخازن رحمه الله تعالى: لما أخبر الله عز وجل في الآية المتقدمة: أن كل ما في السموات والأرض خاضعون له، منقادون لأمره، عابدون له، وأنهم في ملكه، وتحت قدرته، وقبضته؛ نهى في هذه الآية عن الشرك، وعن اتخاذ إلهين اثنين. {إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ} أي: لأن الإلهين لا يكونان إلا متساويين في الوجود، والقدم، وصفات الكمال، والقدرة، والإرادة، فصارت الاثنينية منافية للإلهية، وقد تقرر هذا في غير ما آية، قال تعالى في سورة (البقرة): {وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ} وانظر شرح: {الْواحِدُ} في الآية رقم [٣٩] من سورة (يوسف) عليه السّلام.

{فَإِيّايَ فَارْهَبُونِ} أي: فخافوني، والرّهب: خوف من حزن، واضطراب، وإنما نقل الكلام من الغيبة إلى الحضور، وهو من طريق الالتفات؛ لأنه أبلغ في الترهيب من قوله: فإياه فارهبوا، فهو من بديع الكلام، وبليغه. وفي تقديم الضمير حصر، فالمعنى: لا يرهب الخلق إلا منه، ولا يرجون إلا كرمه، وفضله، وإحسانه. ولا تنس: أن في الآية التالية التفاتا آخر إلى الغيبة.

وانظر الالتفات في الآية رقم [٢٢].

الإعراب: {وَقالَ اللهُ:} ماض، وفاعله. {لا:} ناهية. {تَتَّخِذُوا:} مضارع مجزوم ب‍: {لا} الناهية، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالَ اللهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{إِلهَيْنِ:} مفعول به. {اِثْنَيْنِ:} توكيد لما قبله. وقيل: هو صفة لما قبله. منصوب مثله، وعلامة النصب الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنهما مثنى، والنون بدل من التنوين في الاسم المفرد، وعلى هذا فالفعل متعدّ لواحد فقط، ويكون بمعنى: لا تعبدوا... إلخ، ويجوز أن يكون متعديا لاثنين كأصله، والثاني: محذوفا؛ أي: لا تتخذوا إلهين اثنين معبودا. هذا؛ وأجيز اعتبار {اِثْنَيْنِ:} مفعولا أولا، و {إِلهَيْنِ} هو المفعول الثاني، والجمهور على التوكيد. تأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>