الشرح:{وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: كفار قريش، والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. وقيل: المراد به أبو جهل الخبيث وحده، كان إذا مر به النبي صلّى الله عليه وسلّم ضحك، وقال: هذا نبي بني عبد مناف.
{إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاّ هُزُواً:} سخرية، واستهزاء، وقد أخذ الله المستهزئين بالرسول صلّى الله عليه وسلّم أخذ عزيز مقتدر. انظر ما ذكرته في الآية رقم [٩٥] من سورة (الحجر).
هذا؛ و {هُزُواً} مصدر هزأ، يهزأ، هزأ من باب: فتح، ويأتي أيضا من باب: تعب، والمصدر يأتي بضم الزاي، وسكونها، وتخفيف الهمزة، فتقلب واوا، وقد قرئ بهما، وهما سبعيتان، هذا؛ والاستهزاء بالناس حرام قطعا، وآية الحجرات الناهية عن السخرية والاستهزاء بالناس معروفة، وأحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم الناهية عن ذلك كثيرة، ومسطورة، ومشهورة، والآية رقم [٤١] من سورة (الفرقان) شبيهة بهذه الآية.
{أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} أي: يقولون: أهذا الذي يذكر آلهتكم بسوء، ويعيبها، فحذف المتعلق لدلالة القرينة عليه. {وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ} أي: بذكر الله، وما يجب أن يذكر به من التوحيد. وقيل: المراد ب: (ذكر الرحمن) أي: بما أنزل عليك من القرآن جاحدون، لا يصدقون به أصلا.
الإعراب:{وَإِذا:} الواو: حرف استئناف، وقيل: عاطفة على قوله فيما سبق: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} وفيه بعد لا يخفى. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {رَآكَ:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والكاف مفعول به. {الَّذِينَ:} فاعله، وجملة:{كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها، وجملة:{رَآكَ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذا) إليها على القول المرجوح المشهور. {إِنْ:} حرف نفي بمعنى «ما». {يَتَّخِذُونَكَ:} مضارع مرفوع... إلخ، وفاعله، ومفعوله الأول. {إِلاّ:} حرف حصر. {هُزُواً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية جواب (إذا) لا محل لها، وهي مخالفة لأدوات الشرط في ذلك، فإن أدوات الشرط متى أجيبت ب:«إن» النافية، أو ب:«ما» وجب الإتيان بالفاء. {أَهذَا:} الهمزة: حرف استفهام يتضمن التحقير بزعمهم. (هذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء: حرف تنبيه لا محل له. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. {يَذْكُرُ:}
مضارع، والفاعل يعود إلى (الذي) وهو العائد. {آلِهَتَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة، والمتعلق محذوف، انظر تقديره في الشرح، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل