والواو فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها، كالجملة الندائية قبلها. {فِي إِبْراهِيمَ:} متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة.
{التَّوْراةُ:} نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من:{إِبْراهِيمَ} والرابط: الواو، والضمير المجرور محلاّ بالإضافة الآتي. {وَالْإِنْجِيلُ:} معطوف على ما قبله. {إِلاّ:} حرف حصر. {مِنْ بَعْدِهِ:} متعلقان بالفعل: {أُنْزِلَتِ} والهاء في محل جر بالإضافة. {أَفَلا:} الهمزة:
حرف استفهام، وتقريع، وتأنيب، والفاء: حرف استئناف، أو حرف عطف. {تَعْقِلُونَ:} فعل مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة مقدرة، التقدير: اطبع على قلوبكم، فلا تعقلون؟! والكلام كله معطوف على ما قبله، أو هو مستأنف لا محل له على الاعتبارين.
الشرح:{ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ:} المراد بهم أهل الكتابين. يعني: يا معشر اليهود، والنصارى! {حاجَجْتُمْ:} جادلتم، وخاصمتم. {فِيما لَكُمْ بِهِ} يعني: فيما وجدتم في كتبكم، وأنزل الله عليكم بيانه في أمر عيسى، وموسى، عليهما السّلام، وادعيتم: أنكم على دينهما، وقد أنزل الله عليهما التوراة، والإنجيل؛ لتعملوا فيهما. {فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ..}. إلخ؛ أي: فلم تجادلون، وتخاصمون في شيء لا علم لكم به، وهو دعواكم: أنّ إبراهيم كان يهوديّا، أو نصرانيّا؛ لأنه لا ذكر لذلك في التوراة، والإنجيل. {وَاللهُ يَعْلَمُ:} ما كان عليه إبراهيم-عليه السّلام-من الدين، والشريعة. {وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ:} شيئا من شأن إبراهيم، وما كان عليه من الدين والشريعة.
الإعراب:(ها): حرف تنبيه لا محل له. (أنتم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {هؤُلاءِ:} الهاء: حرف تنبيه أيضا. (أولاء): اسم إشارة، مبني على الكسر في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة لا محل لها. {حاجَجْتُمْ} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، مقرّرة لما قبلها. هذا؛ ويعتبر الكوفيون:{هؤُلاءِ} اسما موصولا خبر المبتدأ، والجملة الفعلية صلة له، لا محلّ لها. ولم يجزه البصريّون؛ لأن:{هؤُلاءِ} اسم إشارة، ولا يكون بمعنى «الذين». هذا وجه للإعراب.
الوجه الثاني: اعتبار الضمير مبتدأ، والجملة الفعلية خبره، و {هؤُلاءِ} منادى بأداة نداء محذوفة، والجملة الندائية معترضة بين المبتدأ، والخبر. وهذا عند الكوفيين، واستدلوا بقول ذي الرّمّة-وهو الشاهد رقم [١٠٩٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل]
إذا هملت عيني لها قال صاحبي... بمثلك-هذا-لوعة وغرام