للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرط، والتاء فاعله. {رَبِّي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة، وجملة: {عَصَيْتُ رَبِّي:} لا محل لها لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، و {إِنْ} ومدخولها كلام معترض بين الفعل {أَخافُ} ومفعوله، وهو: {عَذابَ،} و {عَذابَ:}

مضاف، و {يَوْمٍ:} مضاف إليه. {عَظِيمٍ:} صفة {يَوْمٍ،} وجملة: {إِنِّي أُمِرْتُ:} في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦)}

الشرح: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ} أي: يصرف العذاب عنه، ويقرأ بالبناء للمعلوم: (يصرف):

فيكون الفاعل ضميرا يعود، إلى (الله) وقد قرئ بإظهاره، والمفعول به محذوف. {يَوْمَئِذٍ:}

تنوين (إذ) عوض عن جملة محذوفة، تضاف (إذ) إليها في الأصل، فإن الأصل: «يوم إذ يجيء العذاب» فحذفت الجملة الفعلية، وعوض عنها التنوين، وكسرت (إذ) لالتقاء الساكنين كما كسرت: (صه) و (مه) عند تنوينهما، ومثل ذلك قل في: (حينئذ، وساعتئذ، ونحوهما).

{فَقَدْ رَحِمَهُ:} نجاه من العذاب وتكرم عليه. {وَذلِكَ:} الإشارة إلى الصرف، أو إلى الرحمة، أو إلى كليهما. {الْمُبِينُ:} اسم فاعل من أبان الرباعي: أصله: مبين، بسكون الباء، وكسر الياء، فنقلت كسرة الياء إلى الباء بعد سلب سكونها؛ لأن الحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، ولا تنس: أن اسم الفاعل من بان الثلاثي بائن، أصله: باين، وإعلاله مثل إعلال: (قائم) في الآية رقم [١٨] (آل عمران).

الإعراب: {مَنْ} اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يُصْرَفْ:}

مضارع مبني للمجهول، فعل الشرط مجزوم، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره «هو» يعود إلى {عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} في الآية السابقة، وانظر الشرح، وعلى قراءة البناء للفاعل فالفاعل يعود إلى ربي في الآية السابقة، تقديره: هو، ومفعوله محذوف، تقديره: العذاب. {عَنْهُ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، و (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، وانظر ما ذكرته في الشرح. هذا؛ وقد ذكر أبو البقاء أوجها أخر في الإعراب فيها تكلف وتعسف. {فَقَدْ:} الفاء:

واقعة في جواب الشرط. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {رَحِمَهُ:} ماض، والفاعل يعود إلى (الله)، والهاء مفعول به، وجملة: {فَقَدْ رَحِمَهُ} في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو {مَنْ} مختلف فيه، فقيل: هو جملة جواب الشرط، وقيل: هو جملة فعل الشرط، وقيل: هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين، والجملة الاسمية:

<<  <  ج: ص:  >  >>