الشرح: بعد أن أثبت إبراهيم-عليه الصلاة والسّلام-بالدليل القطعي العقلي بطلان عبادة الكواكب، والشمس، والقمر، وأعلن براءته من عبادتها توجه إلى الله بهذا الكلام؛ الذي فيه قصر العبادة على خالق السموات والأرض. والمراد ب:(الوجه) في هذه الآية: جميع البدن، وانظر:{فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} في الآية رقم [١] و [١٤]. {حَنِيفاً} أي: مائلا عن كل دين باطل إلى الدين الحق، قال الشاعر:[الوافر]
ولكنّا خلقنا إذ خلقنا... حنيفا ديننا عن كلّ دين
هذا؛ والحنف: الميل في القدمين. {وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ:} تعريض بقومه بأنهم كافرون مشركون لعبادتهم الكواكب، وهي لا تضر، ولا تنفع.
الإعراب:{إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسمها.
{وَجَّهْتُ:} فعل وفاعل، وانظر إعراب:{حَلَلْتُمْ} في الآية رقم [٥/ ٢]. {وَجْهِيَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة. {لِلَّذِي:} متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة:{فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ} صلة الموصول، والعائد الفاعل المستتر. {حَنِيفاً:} حال من تاء الفاعل. {وَما:} الواو: واو الحال. (ما): نافية مهملة، أو هي عاملة عمل:«ليس». {أَنَا:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أو في محل رفع اسم (ما). {مِنَ الْمُشْرِكِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، أو بمحذوف خبر (ما)، والجملة الاسمية على الوجهين في محل نصب حال من تاء الفاعل أيضا، والرابط: الواو والضمير، وجملة:{وَجَّهْتُ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية:{إِنِّي وَجَّهْتُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
الشرح:{وَحاجَّهُ قَوْمُهُ:} جادلوه، وخاصموه في دينه، وتوحيده، وهددوه بالأصنام أن تصيبه بسوء؛ إن تركها، وانظر شرح:{قَوْمُهُ} في الآية رقم [٥/ ٢١]. {قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللهِ} أي: أتجادلونني في توحيد الله، وإيماني به. هذا؛ وقد قرئ بتشديد النون، وتخفيفها، فعلى الأول تكون نون الوقاية قد أدغمت في نون الرفع بعد تسكينها، وعلى الثاني تكون قد حذفت