للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديره: «هو»، يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل، أو هو محذوف، يدل عليه المقام، التقدير:

قيل قول. وقيل: الجار والمجرور: {لَهُمْ} في محل رفع نائب فاعل. والمعتمد الأول، وأيده ابن هشام في المغني. وجملة: {قِيلَ لَهُمْ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذا) إليها، وجواب {إِذا} محذوف دل عليه ما بعده، التقدير: فهم يستكبرون. و {إِذا} ومدخولها كلام معترض بين الفعل (كان) وخبره. هذا؛ وإن اعتبرت {إِذا} ظرفا مجردا عن الشرطية متعلقا بالفعل {يَسْتَكْبِرُونَ} فالمعنى لا يأباه. {يَسْتَكْبِرُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان). وجملة: {كانُوا..}. إلخ في محل رفع خبر: (إنّ). هذا؛ وإن اعتبرت: {كانُوا..}. إلخ صلة؛ فجملة: {يَسْتَكْبِرُونَ} في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية:

{إِنَّهُمْ..}. إلخ مستأنفة مبينة لسبب استحقاقهم العذاب، والهلاك، لا محل لها من الإعراب.

{وَيَقُولُونَ أَإِنّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦)}

الشرح: {وَيَقُولُونَ} أي: كفار قريش يقولون: أنحن نترك عبادة آلهتنا، وآلهة آبائنا لأجل قول شاعر مجنون؟! يعنون سيد الخلق، وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم، وقد ردّ الله عليهم بما يلي. هذا؛ وجمع (شاعر): شعراء، والأصل في فعلاء أن يكون جمع: فعيل، مثل: ظريف، وظرفاء، وشريف، وشرفاء؛ لأن «فعيلا» إنما يقع لمن قد كمل ما هو فيه، فلما كان (شاعر) إنما يقال لمن عرف بالشعر شبه بفعيل، ودخلت جمعه ألف التأنيث الممدودة لتأنيث الجماعة، كما تدخل الهاء في: صياقلة وزنادقة. وقال الأخفش: (شاعر) مثل: لابن، وتامر، أي: صاحب شعر، وصاحب لبن، وصاحب تمر. وقد سمي الشاعر شاعرا لفطنته، وهو الفقيه أيضا، والشاعر مأخوذ من قولهم: ما شعرت بهذا الأمر؛ أي: ما فطنت له. وقوله تعالى في كثير من الآيات في حق الكافرين، والمنافقين، والفاسقين: {وَما يَشْعُرُونَ} أي: لا يفطنون، ولا يتدبرون ما يقع بهم من الخزي، والنكال في الدنيا، والآخرة. وانظر ما ذكرته بشأن الشعر والشعراء في الآية رقم [٢٢٤] من سورة (الشعراء) تجد ما يسرك.

الإعراب: (يقولون): فعل مضارع، والواو فاعله. {أَإِنّا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري.

(إنا): حرف مشبه بالفعل، ونا اسمها. {لَتارِكُوا:} اللام: هي المزحلقة. (تاركو): خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة، و (تاركو) مضاف، و {آلِهَتِنا} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر تقديره:

«نحن»، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لِشاعِرٍ:} متعلقان ب‍: (تاركو). {مَجْنُونٍ:}

صفة ثانية لموصوف محذوف، والصفة الأولى (شاعر)، والجملة الاسمية: {أَإِنّا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَيَقُولُونَ..}. إلخ معطوفة على جملة: {يَسْتَكْبِرُونَ} فمحلها مثلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>