للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروى بيد كل ملك منهم مرزبة: لها شعبتان، فيضرب الضربة، فيهوي بها في النار سبعين ألفا. وعن عمرو بن دينار-رحمه الله تعالى-: كل واحد منهم يدفع بالدفعة الواحدة في جهنم أكثر من ربيعة، ومضر. وذكر ابن وهب قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في خزنة جهنم: «ما بين منكبي أحدهم كما بين المشرق والمغرب».

هذا؛ وقال ابن عباس، وقتادة، والضحاك-رضي الله عنهم-: لما نزل: {عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ} قال أبو جهل الخبيث لقريش: ثكلتكم أمهاتكم، أسمع ابن أبي كبشة يخبركم: أن خزنة جهنم تسعة عشر، وأنتم الدّهم (العدد الكثير) والشجعان، أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم؟! فقال أبو الأشد بن كلدة الجمحي، وكان شديد البطش: أنا أكفيكم سبعة عشر، فاكفوني أنتم اثنين، فأنزل الله الآية التالية.

فائدة:

البسملة تسعة عشر حرفا بعدد خزنة جهنم فليكثر المسلم من ذكرها في جميع تصرفاته، فهي حرز، وحصن من خزنة جهنم إن شاء الله تعالى.

الإعراب: {سَأُصْلِيهِ:} السين: حرف استقبال، وهي تفيد تحقيق الوعيد، والتهديد. (أصليه):

فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «أنا».

والهاء مفعول به. {سَقَرَ:} مفعول به ثان، أو هو ظرف مكان متعلق بما قبله، والجملة الفعلية بدل من قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} قاله الزمخشري، وتبعه البيضاوي، والنسفي. أو هي مستأنفة. {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَدْراكَ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (ما)، تقديره: «هو»، والكاف مفعول به أول. {ما سَقَرُ:} مبتدأ وخبر، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعول {أَدْراكَ} الثاني المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، وقال زاده: في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني والثالث ل‍: (أدرى) بمعنى أعلم، والجملة الفعلية {أَدْراكَ ما سَقَرُ} في محل رفع خبر المبتدأ، الذي هو (ما)، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{لا:} نافية. {تُبْقِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {سَقَرَ،} والجملة الفعلية في محل نصب حال من {سَقَرَ،} والرابط الضمير فقط، وهي حال مقدرة، وجملة: {وَلا تَذَرُ} معطوفة عليها، فهي في محل نصب حال مثلها، وأجيز فيهما الاستئناف، ومفعول الفعلين محذوف، التقدير: لا تبقي ما ألقي فيها، ولا تذره.

{لَوّاحَةٌ:} خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هي لواحة، والجملة الاسمية في محل نصب حال أخرى، أو هي مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وقرئ بنصبها على الحال، وفيها ثلاثة أوجه:

أحدها: أنها حال من {سَقَرَ} والعامل فيها معنى التعظيم، والتهويل. والثاني: أنها حال من فاعل {لا تُبْقِي}. والثالث: أنها حال من فاعل (لا تذر)، واعتبرها الزمخشري وتبعه البيضاوي منصوبة

<<  <  ج: ص:  >  >>