للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مَرَّةً:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. {أُخْرى:} صفة {مَرَّةً} منصوب مثله... إلخ. هذا؛ وقيل: {مَرَّةً} مصدر، وهو يعني: أنه مفعول مطلق، وبالأحرى نائب مفعول مطلق. {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب بدلا من {مَرَّةً} على اعتباره ظرفا، ومتعلق ب‍: {مَنَنّا} على اعتبار مرة مصدرا. وقيل: هو حرف تعليل. {أَوْحَيْنا:} فعل، وفاعل. {إِلى أُمِّكَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {يُوحى:} مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى {ما} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة (ما)، لا محل لها، وجملة: {(لَقَدْ...)} إلخ جواب القسم لا محل لها، والكلام: {قَدْ أُوتِيتَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

تنبيه: بعضهم يعتبر الواو عاطفة بقوله: {وَلَقَدْ} وبعضهم يعتبرها حرف استئناف، ويعتبران الجملة الآتية جوابا لقسم محذوف، ولا أسلمه أبدا؛ لأنه على هذا يكون قد حذف واو القسم والمقسم به، ويصير التقدير: وو الله أقسم، أو أقسم والله. اللام واقعة في جواب القسم المحذوف. وبعضهم يقول: اللام موطئة للقسم، والموطئة معناها المؤذنة، وهذه اللام، إنما تدخل على «إن» الشرطية، لتدل على القسم المتقدم على الشرط، وتكون الجملة الآتية جوابا للقسم المدلول عليه باللام، والمتقدم على الشرط حكما، كما في قوله تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ..}. إلخ الآية رقم [١٢] من سورة (الحشر). افهم هذا؛ واحفظه فإنه جيد.

فإن قيل: ما ذكرته من إعراب يؤدي إلى حذف المقسم به، وبقاء حرف القسم، فالجواب:

أنه قد حذف المقسم به حذفا مطردا في أوائل السور، مثل قوله تعالى: {وَالضُّحى} {وَالسَّماءِ وَالطّارِقِ} فإن التقدير: ورب الضحى، ورب السماء... إلخ الدليل عليه التصريح به في قوله تعالى: {فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ..}. إلخ الآية رقم [٢٣] من سورة (الذاريات) وحذف المقسم به ظاهر في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها..}. إلخ الآية رقم [٧١] من سورة (مريم)، وأظهر منه في قوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} الآية رقم [٧٣] من سورة (المائدة)، فالواو في الآيتين حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف بلا ريب، والله أعلم، وأجل، وأعظم.

{أَنِ اِقْذِفِيهِ فِي التّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (٣٩)}

الشرح: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التّابُوتِ} أي: ألهمنا أمك، وقلنا لها: ألقيه في التابوت، وذلك حين ولدتك، وخافت عليك من القتل. قال مقاتل: الذي صنع التابوت، ونجره مؤمن آل فرعون،

<<  <  ج: ص:  >  >>