الشرح:{قالَ أَغَيْرَ اللهِ..}. إلخ: أي: قال موسى-عليه السّلام-لمن طلبوا إلها غير الله موبخا لهم، ومؤنبا: أطلب، وأبتدع لكم معبودا غير الله؟! {وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ:} وهو فضلكم على عالمي زمانكم بكثير من النعم. ففيه تنبيه على سوء معاملتهم، حيث قابلوا النعم بالكفران، وقصدوا أن يشركوا بالله أخس شيء من مخلوقاته. {اللهِ:} انظر الآية رقم [٨٧].
{الْعالَمِينَ:} انظر الآية رقم [٥٤] وانظر شرح (غير) في الآية رقم [٣] من سورة (التوبة).
الإعراب:{قالَ:} ماض، والفاعل يعود إلى (موسى). {أَغَيْرَ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي إنكاري. (غير): مفعول به مقدم، و (غير) مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {أَبْغِيكُمْ:}
مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والكاف مفعول به، وهو في الأصل مجرور بحرف جر، التقدير: أبغي لكم. فلما حذفت اللام؛ اتصل الضمير بالفعل، وانتصب به، والفاعل مستتر، تقديره:«أنا». {إِلهاً:} تمييز. وقيل: حال. هذا؛ وجوز اعتبار (غير) منصوبا على الحال من: {إِلهاً،} وهذا هو المفعول به، و (غير) كان صفة: {إِلهاً،} فلما قدم عليه؛ صار حالا على القاعدة:«نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا» وجملة: {أَغَيْرَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. (هو): ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ {فَضَّلَكُمْ:} ماض، والفاعل يعود إلى:{اللهِ،} والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {عَلَى الْعالَمِينَ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الاسمية:{وَهُوَ..}. إلخ في محل نصب حال من الله، أو من ضمير المخاطبين، والرابط على الاعتبارين: الواو، والضمير، وجوز اعتبارها مستأنفة، والأول أقوى.
الشرح:{وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ:} وقرئ: «(أنجاكم...)» إلخ وهذا الكلام مسوق من جهة موسى لبني إسرائيل الذين طلبوا منه إلها، وإسناد الإنجاء إليه على القراءة الأولى مجاز، وعلى الثانية ظاهر لا تجوز فيه، وما أحراك أن تنظر شرح هذه الآية كاملا في الآية رقم [٤٩](البقرة) مع إبدال: {يُذَبِّحُونَ} ب: {يُقَتِّلُونَ} ويقرأ الفعلان بالتشديد، والتخفيف. {وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ}