للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَإِذْ:} الواو: حرف عطف. (إذ): معطوف على سابقه. {يَقُولُ:} فعل مضارع. {الْمُنافِقُونَ:} فاعله مرفوع... إلخ. والجملة الفعلية في محل جر بإضافة: (إذ) إليها.

(الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع معطوف على ما قبله. {فِي قُلُوبِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {مَرَضٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها. {ما:} نافية. {وَعَدَنَا:} فعل ماض، و (نا):

مفعول به أول. {اللهُ:} فاعله. {وَرَسُولُهُ:} معطوف عليه، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {إِلاّ:} حرف حصر. {غُرُوراً:} مفعول به ثان، وقيل: صفة مفعول مطلق محذوف وهو ضعيف معنى. وجملة: {ما وَعَدَنَا..}. إلخ في محل نصب مقول القول.

{وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاّ فِراراً (١٣)}

الشرح: {وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ:} من المنافقين، والمراد ب‍: {طائِفَةٌ} عبد الله بن أبي وأصحابه. وقال القرطبي: هو أوس بن قيظي، والد عرابة بن أوس؛ الذي انتهى إليه الكرم في المدينة في زمن التابعين، وهو الذي يقول في الشماخ: [الوافر] إذا ما راية رفعت لمجد... تلقّاها عرابة باليمين

هذا؛ والطائفة: الجماعة من الناس، لا واحد لها من لفظها، مثل: فريق، ورهط، ونفر... إلخ، وجمعها: طوائف، وقد يطلق لفظ: طائفة على الواحد، وعلى الاثنين، مثل قوله تعالى في سورة (التوبة) رقم [٦٦]: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ}.

{يا أَهْلَ يَثْرِبَ:} هي المدينة المنورة، وسماها رسول الله طيبة، وطابة. وقال أبو عبيدة: يثرب: اسم أرض، والمدينة ناحية منها. وقال السهيلي: وسميت يثرب لأن الذي نزلها من العماليق اسمه يثرب بن عميل بن مهلائيل، بن عوض بن عملاق بن لاوذ بن إرم. وبنو عميل هم الذين سكنوا الجحفة، فأجحفت بهم السيول فيها، وبها سميت الجحفة، قال امرؤ القيس: [الطويل] تنوّرتها من أذرعات، وأهلها... بيثرب أدنى دارها نظر عالي

وقد نهى النبي صلّى الله عليه وسلّم أن تسمى بهذا الاسم لما فيه من التثريب، وهو التقريع، والتوبيخ، كما في قوله تعالى حكاية عن قول يوسف لإخوته: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ،} وقد قال المنافقون: يا أهل يثرب مخالفة لما نهى عنه النبي صلّى الله عليه وسلّم. {لا مُقامَ لَكُمْ:} يقرأ بضم الميم وفتحها على أنه مصدر ميمي، أو اسم مكان بمعنى الإقامة، وأصله: «مقوم» فقل في إعلاله: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الواو إلى القاف قبلها، ثم قل: تحركت الواو بحسب الأصل، وانفتح ما قبلها الآن، فقلبت ألفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>