للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (٨٠)}

الشرح: {تَرى:} الخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو لكلّ أحد. {كَثِيراً مِنْهُمْ} أي: من اليهود. وقال مجاهد: يعني: المنافقين. {يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا:} يوالون المشركين من أهل مكة، وذلك حين خرجوا إليهم ليجيّشوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: معناه: ترى كثيرا من المنافقين يتولّون اليهود، ويصافونهم بغضا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وللمؤمنين. {لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} أي: بئس الشيء؛ الذي قدموه لآخرتهم؛ ليروه يوم القيامة مسجّلا في صحائف أعمالهم. وانظر مثل هذا الذمّ في الآيتين رقم [٦٢ و ٦٣] والذي قدموه لأنفسهم هو: سخط الله عليهم في الدّنيا، والآخرة. وخلودهم في النار يوم القيامة. وانظر شرح: {تَرى} في الآية رقم [٥٢].

الإعراب: {تَرى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر وجوبا تقديره: أنت. {كَثِيراً:} مفعول به. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {كَثِيراً} أو بمحذوف صفة له. {يَتَوَلَّوْنَ... :} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال على اعتبار: {تَرى} بصرية من: {كَثِيراً} بعد وصفه بالجار والمجرور، أو هي في محل نصب مفعول به ثان على اعتبار: {تَرى} علميّة.

{كَفَرُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محلّ لها، وجملة: {تَرى..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.

{لَبِئْسَ:} اللام: لام الابتداء، أو هي واقعة في جواب قسم محذوف. (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذم، وفاعله مستتر، تقديره: «هو»، مميّز ب‍: (ما). {ما:} نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب على التمييز. {قَدَّمَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {أَنْفُسُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية لا محلّ لها على الوجهين المعتبرين في الفاء. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {سَخِطَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل نصب ب‍: {أَنْ}. {اللهُ:} فاعله. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. و {أَنْ سَخِطَ} في تأويل مصدر في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف هو المخصوص بالذم. التقدير: هو سخط الله عليهم. وقيل: المصدر المؤوّل تعليل للذمّ، والمخصوص بالذمّ محذوف، التقدير: لبئس الشيء مقدما لهم ذلك؛ لأنّه أكسبهم السّخط.

{وَفِي:} الواو: حرف عطف. (في العذاب): متعلقان ب‍: {خالِدُونَ} بعدهما. {هُمْ:} ضمير

<<  <  ج: ص:  >  >>