للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة ص]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ويقال لها: سورة داود، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وهي مكية في قول الجميع، وهي ست. وقيل: ثمان وثمانون آية، وسبعمئة واثنتان وثلاثون كلمة، وثلاثة آلاف وسبعة وستون حرفا. انتهى. خازن.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١)}

{ص:} قراءة العامة (صاد) بجزم الدال على الوقف؛ لأنه حرف من حروف الهجاء مثل:

{الم} و {الر}. وقرأ أبيّ بن كعب، وغيره: «(صاد)» بكسر الدال بغير تنوين، ولقراءته مذهبان:

أحدهما: أنه من: صادى، يصادي: إذا عارض. والمصاداة: المعارضة، ومنه: الصّدى، وهو ما يعارض الصوت في الأماكن الخالية، فالمعنى صاد القرآن بعملك، أي: عارضه بعملك، وقابله به، فاعمل بأوامره، وانته عن نواهيه، والمذهب الثاني: أن تكون الدال مكسورة لالتقاء الساكنين.

وقرأ عيسى بن عمر «(صاد)» بفتح الدال، ومثله «(قاف)» و «(نون)» بفتح آخرها، وله في ذلك ثلاثة مذاهب: أحدها: أن يكون بمعنى: أتل صاد. والثاني: أن يكون فتح لالتقاء الساكنين.

واختار الفتح للإتباع، ولأنه أخف الحركات. والثالث: أن يكون منصوبا على القسم بغير حرف جر، كقولك: الله لأفعلنّ، وقرأ ابن أبي إسحاق «(صاد)» بكسر الدال، والتنوين، على أن يكون مخفوضا على حذف حرف القسم، وهذا بعيد؛ وإن كان سيبويه قد أجاز مثله. وقرأ هارون الأعور، ومحمد بن السّميقع: «(صاد)» و «(قاف)» و «(نون)» بضم آخرهن؛ لأنه المعروف بالبناء في غالب الأحوال، نحو منذ وقطّ وبعد. انتهى. قرطبي بتصرف.

وقال الخازن: قيل: هو قسم. وقيل: اسم للسورة. وقيل: هو مفتاح اسمه: الصمد، وصادق الوعد، والصبور. وقيل: معناه: صدق الله. وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: صدق محمد صلّى الله عليه وسلّم.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١)}

قال الضحاك: ذي الشرف؛ أي: من آمن به كان شرفا له في الدارين، كما قال تعالى في الآية رقم [١٠] من سورة (الأنبياء): {لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ} أي: شرفكم. وأيضا:

<<  <  ج: ص:  >  >>